responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 6  صفحه : 2196
3352 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " «مَنْ ضَرَبَ غُلَامًا لَهُ حَدًّا لَمْ يَأْتِهِ، أَوْ لَطَمَهُ، فَإِنَّ كَفَّارَتَهُ أَنْ يُعْتِقَهُ» ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
3352 - (وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " مَنْ ضَرَبَ غُلَامًا) : أَيْ مَمْلُوكًا (لَهُ حَدًّا) : أَيْ ضَرْبَ حَدٍّ فَهُوَ مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ أَوْ لِلْحَدِّ فَهُوَ مَفْعُولٌ لَهُ، وَمُحْتَمَلٌ أَنْ يَكُونَ تَمْيِيزًا (لَمْ يَأْتِهِ) ، أَيْ لَمْ يَأْتِ مُوجِبَهُ. قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: قَوْلُهُ لَمْ يَأْتِهِ صِفَةُ " حَدًّا "، وَالضَّمِيرُ الْمَنْصُوبُ رَاجِعٌ إِلَيْهِ أَيْ لَمْ يَأْتِ مُوجِبَهُ، فَحَذَفَ الْمُضَافَ وَهُوَ تَقْيِيدٌ لِمَا أُطْلِقَ فِي الْحَدِيثِ الْآتِي لِأَبِي مَسْعُودٍ. (أَوْ لَطَمَهُ) ، وَعَطَفَ عَلَى مَجْمُوعِ ضَرَبَ غُلَامَهُ حَدًّا، وَالْمُرَادُ أَنَّهُ مَا ضَرَبَهُ تَأْدِيبًا. (فَإِنَّ كَفَّارَتَهُ) : أَيْ مُكَفِّرَ فِعْلِهِ وَمُسْقِطَ إِثْمِهِ (أَنْ يُعْتِقَهُ. أَيْ لِيُقَاوِمَ فَرَحَهُ بِحُزْنِهِ وَرَضًى بِهِ عَنْهُ. (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) . وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَمَّارٍ مَرْفُوعًا: " «مَنْ ضَرَبَ مَمْلُوكَهُ ظُلْمًا أُقِيدَ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ".

3353 - «وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي، فَسَمِعْتُ مِنْ خَلْفِي صَوْتًا: " اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ ". فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ. فَقَالَ: " أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ - أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ -» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
3353 - (وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي، فَسَمِعْتُ مِنْ خَلْفِي صَوْتًا) : أَيْ كَلَامًا لِقَائِلٍ يَقُولُ: (اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ) : أَيْ يَا أَبَا مَسْعُودٍ (لَلَّهُ) : بِفَتْحِ اللَّامِ (أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ) أَيْ أَتَمُّ وَأَبْلَغُ مِنْ قُدْرَتِكَ عَلَى عَبْدِكَ. قَالَ الطِّيبِيُّ: عُلِّقَ عَمَلُ اعْلَمْ بِاللَّامِ الِابْتِدَائِيَّةِ، وَلَلَّهُ مُبْتَدَأٌ وَأَقْدَرُ خَبَرُهُ وَعَلَيْكَ صِلَةُ أَقْدَرَ، وَمِنْكَ مُتَعَلِّقُ أَفْعَلَ، وَقَوْلُهُ عَلَيْهِ لَا يَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِقَوْلِهِ أَقْدَرُ ; لِأَنَّهُ أَخَذَ مَالَهُ، وَلَا بِمَصْدَرٍ مُقَدَّرٍ عِنْدَ قَوْلِهِ مِنْكَ أَيْ مِنْ قُدْرَتِكَ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْمُظْهِرُ ; لِأَنَّ الْمَعْنَى يَأْبَاهُ، بَلْ هُوَ حَالٌ مِنَ الْكَافِ أَيْ أَقْدَرُ مِنْكَ حَالَ كَوْنِكَ قَادِرًا عَلَيْهِ (فَالْتَفَتُّ) : أَيْ نَظَرْتُ (إِلَى خَلْفِي فَإِذَا هُوَ) : أَيْ مِنْ خَلْفِي الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ مِنْ خَلْفِي (رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ) : أَيْ بِبَرَكَةِ نَظَرِهِ الْإِكْسِيرِ وَنُصْحِهِ الْأَثِيرِ (يَا رَسُولَ اللَّهِ! هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ) . أَيْ لِابْتِغَاءِ مَرْضَاتِهِ (فَقَالَ: " أَمَا ") : بِالتَّخْفِيفِ لِلتَّنْبِيهِ (لَوْ لَمْ تَفْعَلْ) : أَيْ لَوْ مَا فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ مِنَ الْإِعْتَاقِ (لَلَفَحَتْكَ النَّارُ) : أَيْ أَحْرَقَتْكَ (أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ) : أَيْ أَصَابَتْكَ إِنْ ضَرَبْتَهُ ظُلْمًا وَلَمْ يَعْفُ عَنْكَ. قَالَ النَّوَوِيُّ: فِيهِ الْحَثُّ عَلَى الرِّفْقِ بِالْمَمَالِيكِ وَحُسْنِ صُحْبَتِهِمْ وَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ عِتْقَهُ هَذَا لَيْسَ وَاجِبًا، وَإِنَّمَا هُوَ مَنْدُوبٌ وَجَاءَ كَفَّارَةَ ذَنْبِهِ فِيهِ، وَإِزَالَةَ إِثْمِ ظُلْمِهِ عَنْهُ. (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) .

الْفَصْلُ الثَّانِي
3354 - عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، «أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنَّ لِي مَالًا، وَإِنَّ وَالِدِي يَحْتَاجُ إِلَى مَالِي. قَالَ: " أَنْتَ وَمَالُكَ لِوَالِدِكَ، إِنَّ أَوْلَادَكُمْ مِنْ أَطْيَبِ كَسْبِكُمْ، كُلُوا مِنْ كَسْبِ أَوْلَادِكُمْ» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الْفَصْلُ الثَّانِي
3354 - (عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ) ، أَيْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَلَى مَا أَشَارَ إِلَيْهِ الطِّيبِيُّ (أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنَّ لِي مَالًا، وَإِنَّ وَالِدِي يَحْتَاجُ إِلَى مَالِي. قَالَ: " أَنْتَ وَمَالُكَ ") : بِضَمِّ اللَّامِ (لِوَالِدِكَ) ، وَرَوَى ابْنُ مَاجَهْ عَنْ جَابِرٍ، وَالطَّبَرَانِيُّ، عَنْ سَمُرَةَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ: أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ (إِنَّ أَوْلَادَكُمْ مِنْ أَطْيَبِ كَسْبِكُمْ) : أَفْعَلُ تَفْضِيلٍ مِنَ الطَّيِّبِ وَهُوَ الْحَلَالُ يَعْنِي: أَوْلَادُكُمْ مِنْ أَحَلِّ أَكْسَابِكُمْ وَأَفْضَلِهَا، فَمَا كَسَبَتْ أَوْلَادُكُمْ فَإِنَّهُ حَلَالٌ لَكُمْ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْوَلَدُ أَطْيَبَ كَسْبٍ وَأَحَلَّهُ ; لِأَنَّهُ أَصْلُهُ. قَالَهُ الْقَاضِي أَيْ مِنْ أَطْيَبِ مَا وُجِدَ بِسَبَبِكُمْ وَبِتَوَسُّطِ سَعْيِكُمْ، أَوْ إِكْسَابُ أَوْلَادِكُمْ مِنْ أَطْيَبِ كَسْبِكُمْ فَحَذْفُ الْمُضَافِ (" كُلُوا مِنْ كَسْبِ أَوْلَادُكُمْ ") . فِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ نَفَقَةِ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ، وَأَنَّهُ لَوْ سَرَقَ شَيْئًا مِنْ مَالِهِ أَوْ أَلَمَّ بِأَمَتِهِ فَلَا حَدَّ عَلَيْهِ لِشُبْهَةِ الْمِلْكِ. قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: لَا حَاجَةَ إِلَى التَّقْدِيرِ ; لِأَنَّ قَوْلَهُ: " إِنَّ

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 6  صفحه : 2196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست