responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 4  صفحه : 1487
2167 - وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «قِرَاءَةُ الرَّجُلِ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِ الْمُصْحَفِ أَلْفُ دَرَجَةٍ، وَقِرَاءَتُهُ فِي الْمُصْحَفِ تُضَعَّفُ عَلَى ذَلِكَ إِلَى أَلْفَيْ دَرَجَةٍ» ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2167 - (وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: قِرَاءَةُ الرَّجُلِ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِ الْمُصْحَفِ) ، أَيْ مِنْ حِفْظِهِ (أَلْفُ دَرَجَةٍ) ، أَيْ ذَاتِ أَلْفِ دَرَجَةٍ أَوْ ثَوَابُهَا أَلْفُ دَرَجَةٍ فِي كُلِّ دَرَجَةِ حَسَنَاتٌ، قَالَ الطِّيبِيُّ: أَلْفُ دَرَجَةٍ خَبَرٌ لِقَوْلِهِ قِرَاءَةُ الرَّجُلِ عَلَى تَقْدِيرِ مُضَافٍ، أَيْ ذَاتِ أَلْفِ دَرَجَةٍ لِيَصِحَّ الْحَمْلُ كَمَا فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى - {هُمْ دَرَجَاتٌ} [آل عمران: 163] ، أَيْ ذَوُو دَرَجَاتٍ، وَأَغْرَبَ ابْنُ حَجَرٍ وَجَعَلَ الْقِرَاءَةَ عَنْ تِلْكَ الْأَلِفِ مَجَازًا كَرَجُلٍ عَدْلٍ، فَتَأَمَّلْ (وَقِرَاءَتُهُ فِي الْمُصْحَفِ تُضَعَّفُ) بِالتَّذْكِيرِ وَالتَّأْنِيثِ مُشَدَّدُ الْعَيْنِ، أَيْ يُزَادُ (عَلَى ذَلِكَ) ، أَيْ مَا ذَكَرَهُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي غَيْرِ الْمُصْحَفِ (إِلَى أَلْفَيْ دَرَجَةٍ) قَالَ الطِّيبِيُّ: لِحَظِّ النَّظَرِ فِي الْمُصْحَفِ وَحَمْلِهِ وَمَسِّهِ وَتُمَكُّنِهِ مِنَ التَّفَكُّرِ فِيهِ وَاسْتِنْبَاطِ مَعَانِيهِ اهـ يَعْنِي أَنَّهَا مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّاتِ أَفْضَلُ وَإِلَّا فَقَدْ سَبَقَ أَنَّ الْمَاهِرَ فِي الْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْبَرَرَةِ، وَرُبَّمَا تَجِبُ الْقِرَاءَةُ غَيْبًا عَلَى الْحَافِظِ حِفْظًا لِمَحْفُوظِهِ. قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: إِلَى غَايَةٍ لِانْتِهَاءِ التَّضْعِيفِ أَلْفَيْ دَرَجَةٍ لِأَنَّهُ ضَمَّ إِلَى عِبَادَةِ الْقِرَاءَةِ عِبَادَةُ النَّظَرِ، أَيْ وَمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا، فَلِاشْتِمَالِ هَذِهِ عَلَى عِبَادَتَيْنِ كَانَ فِيهَا أَلْفَانِ، وَمِنْ هَذَا أَخَذَ جَمْعٌ بِأَنَّ الْقِرَاءَةَ نَظَرًا فِي الْمُصْحَفِ أَفْضَلُ مُطْلَقًا، وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ غَيْبًا أَفْضَلُ مُطْلَقًا، وَلَعَلَّهُ عَمَلًا بِفِعْلِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَالْحَقُّ التَّوَسُّطُ فَإِنْ زَادَ خُشُوعُهُ وَتَدَبُّرُهُ وَإِخْلَاصُهُ فِي إِحْدَاهُمَا فَهُوَ الْأَفْضَلُ وَإِلَّا فَالنَّظَرُ لِأَنَّهُ يَحْمِلُ عَلَى التَّدَبُّرِ وَالتَّأَمُّلِ فِي الْمَقْرُوءِ أَكْثَرَ مِنَ الْقِرَاءَةِ بِالْغَيْبِ.

2168 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ تَصْدَأُ كَمَا يَصْدَأُ الْحَدِيدُ إِذَا أَصَابَهُ الْمَاءُ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا جِلَاؤُهَا؟ قَالَ: " كَثْرَةُ ذِكْرِ الْمَوْتِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ» " رَوَى الْبَيْهَقِيُّ الْأَحَادِيثَ الْأَرْبَعَةَ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2168 - (وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ) ، أَيْ الَّتِي هِيَ مَرَايَا لِمُطَالَعَةِ عَلَّامِ الْغُيُوبِ وَمُشَاهِدَةِ الْأَحْوَالِ وَالْغُيُوبِ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: أَيْ هَذِهِ الْقُلُوبُ الْمَعْلُومُ أَنَّهَا فِي غَايَةِ الرِّفْعَةِ تَارَةً وَالْخِسَّةِ أُخْرَى لِأَنَّهَا لِأَبْدَانِهَا بِمَنْزِلَةِ السَّلَاطِينِ، فَإِذَا صَلَحَتْ صَلَحَتْ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَتْ (تَصْدَأُ) بِالْهَمْزِ، أَيْ يَعْرِضُ لَهَا دَنَسٌ بِتَرَاكُمِ الْغَفَلَاتِ وَتَزَاحُمِ الشَّهَوَاتِ (كَمَا يَصْدَأُ الْحَدِيدُ) ، أَيْ يَتَوَسَّخُ (إِذَا أَصَابَهُ الْمَاءُ) ، أَيِ اسْتِعْمَالُهُ الْمُشَبَّهُ بِاشْتِغَالِ الْقَوْلِ بِارْتِكَابِ الذُّنُوبِ وَالْغَفْلَةِ عَنْ ذِكْرِ الْمَحْبُوبِ وَفِكْرِ الْمَطْلُوبِ وَهُوَ الرَّانُ الْمَذْكُورُ فِي الْقُرْآنِ (قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا جِلَاؤُهَا؟) بِكَسْرِ الْجِيمِ، أَيْ آلَةُ جَلَاءِ صَدَأِ الْقُلُوبِ مِنْ وَسَخِ الْغُيُوبِ الْمَانِعِ مِنْ مُقَابَلَةِ الْمَحْبُوبِ وَمُطَالَعَةِ الْمَحْبُوبِ، فَفِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ: «الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ» (قَالَ: كَثْرَةُ ذِكْرِ الْمَوْتِ) وَهُوَ الْوَاعِظُ الصَّامِتُ، وَيُوَافِقُهُ الْحَدِيثُ الْمَشْهُورُ: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ اللَّذَّاتِ» بِالْمُهْمَلَةِ وَالْمُعْجَمَةِ، أَيْ قَاطِعُهَا أَوْ مُزِيلُهَا مِنْ أَصْلِهَا، وَفَسَّرَ قَوْلَهُ - تَعَالَى - {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: 2] بِأَكْثَرِ ذِكْرًا لِلْمَوْتِ (وَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ) بِالرَّفْعِ وَيَجُوزُ جَرُّهُ وَهُوَ الْوَاعِظُ النَّاطِقُ، فَهُمَا بِلِسَانِ الْحَالِ وَبَيَانِ الْقَالِ يَبْرُدَانِ عَنْ قُلُوبِ الرِّجَالِ أَوْسَاخَ مَحَبَّةِ الْغَيْرِ مِنَ الْجَاهِ وَالْمَالِ (رَوَى الْبَيْهَقِيُّ الْأَحَادِيثَ الْأَرْبَعَةَ) ، أَيِ الْمُتَقَدِّمَةُ (فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ) .

2169 - وَعَنْ أَيْفَعَ بْنِ عَبْدٍ الْكَلَاعِيِّ قَالَ:
«قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ سُورَةِ الْقُرْآنِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " قَالَ: فَأَيُّ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: " آيَةُ الْكُرْسِيِّ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ " قَالَ: فَأَيُّ آيَةٍ يَا نَبِيَّ اللَّهِ تُحِبُّ أَنْ تُصِيبَكَ وَأُمَّتَكَ؟ قَالَ: " خَاتِمَةُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فَإِنَّهَا مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَةِ اللَّهِ - تَعَالَى - مِنْ تَحْتِ عَرْشِهِ أَعْطَاهَا هَذِهِ الْأُمَّةَ، لَمْ تَتْرُكْ خَيْرًا مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ» " رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2169 - (وَعَنْ أَيْفَعَ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ التَّحْتِيَّةِ وَفَتْحِ الْفَاءِ (ابْنِ عَبْدٍ) بِالتَّنْوِينِ (الْكَلَاعِيِّ) بِفَتْحِ الْكَافِ كَمَا فِي جَامِعِ الْأُصُولِ، وَفَى بَعْضِ نُسَخِ الْمِشْكَاةِ بِالضَّمِّ كَمَا قَالَ الطِّيبِيُّ، وَفِي جَامِعِ الْأُصُولِ: أَيْفَعَ ابْنُ نَاكُورَ مِنَ الْيَمَنِ الْمَعْرُوفُ بِذِي الْكَلَاعِ بِفَتْحِ الْكَافِ، نَاكُورَ بِالنُّونِ وَضَمِّ الْكَافِ كَانَ رَئِيسًا فِي قَوْمِهِ، أَسْلَمَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي التَّعَاوُنِ عَلَى قَتْلِ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ، وَهَاجَرَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَاتَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 4  صفحه : 1487
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست