responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 4  صفحه : 1437
وَتَبِعَهُ ابْنُ حَجَرٍ، وَفِيهِ إِشْكَالٌ لَا يَخْفَى مِنْ تَنَاقُضِ كَلَامِهِ الْأَخِيرِ مَقَالَهُ الْأَوَّلَ، فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ صَاحِبُ النُّبُوَّةِ أُنْسِيَ، فَالْعِلْمُ بِالتَّوْقِيتِ كَيْفَ أَلْغَى هَذَا إِذَا كَانَ الضَّمِيرُ فِي مِنْهُمْ لِلصَّحَابَةِ، وَإِنْ كَانَ لِلْقَوْمِ السَّادَةِ الصُّوفِيَّةِ، فَفِي إِطْلَاقِ الْعِلْمِ عَلَى مَا يَحْصُلُ لَهُمْ مِنَ الْإِلْهَامِ، وَغَيْرِهِ مَحَلُّ تَوَقُّفٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) .

2085 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ( «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، لَيْلَةَ الْقَدْرِ: فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى، فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى» ) . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2085 - (وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، لَيْلَةَ الْقَدْرِ) : قَالَ الطِّيبِيُّ: الضَّمِيرُ الْمَنْصُوبُ مُبْهَمٌ يُفَسِّرُهُ قَوْلُهُ: (لَيْلَةَ الْقَدْرِ) . كَقَوْلِهِ - تَعَالَى - {فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} [البقرة: 29] وَلَيْسَ فِي نُسَخِ الْمَصَابِيحِ هَذَا الضَّمِيرُ، أَمَّا قَوْلُ ابْنِ حَجَرٍ: وَحَذْفُهَا فِي نُسْخَةِ الْمَصَابِيحِ مِنْ تَحْرِيفِ النَّاسِخِ، فَمَحَلُّ بَحْثٍ، إِذْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ رِوَايَةً، لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ تَحْرِيفًا لَمَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ النَّسْخُ، وَمُحْيِي السُّنَّةِ عَظِيمُ الْمَرْتَبَةِ، فَالْأَنْسَبُ نِسْبَةُ الْقُصُورِ فِي عَدَمِ الِاطِّلَاعِ إِلَيْنَا، فَفِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ: الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ فِي الصَّلَاةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بِلَفْظِ: الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ لِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَرَوَى نَصْرٌ عَنْهُ: الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ آخَرَ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَهَذِهِ الرِّوَايَاتُ كُلُّهَا بِدُونِ الضَّمِيرِ عَلَى أَنَّ الْجُمْهُورَ جَوَّزُوا النَّقْلَ بِالْمَعْنَى إِذَا لَمْ يَكُنْ مُخِلًّا بِالْمَعْنَى. (فِي تَاسِعَةٍ) : بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ (تَبْقَى) : صِفَةٌ لِمَا قَبْلَهُ مِنَ الْعَدَدِ أَيْ: يُرْجَى بَقَاؤُهَا (وَسَابِعَةٍ تَبْقَى، فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى) : الظَّاهِرُ أَنَّهُ أَرَادَ التَّاسِعَةَ وَالْعِشْرِينَ، وَالسَّابِعَةَ وَالْعِشْرِينَ، وَالْخَامِسَةَ وَالْعِشْرِينَ.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: قَوْلُهُ: فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةُ وَالْعِشْرُونَ، تَاسِعَةٌ مِنَ الْأَعْدَادِ الْبَاقِيَةِ، وَالرَّابِعَةُ وَالْعِشْرُونَ سَابِعَةٌ مِنْهَا، وَالسَّادِسَةُ وَالْعِشْرُونَ خَامِسَةٌ مِنْهَا. وَقَالَ الزَّرْكَشِيُّ: تَبْقَى الْأُولَى هِيَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَالثَّانِيَةُ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، وَالثَّالِثَةُ لَيْلَةُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، هَكَذَا قَالَهُ مَالِكٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا يَصِحُّ مَعْنَاهُ، وَيُوَافِقُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ وِتْرًا مِنَ اللَّيَالِي إِذَا كَانَ الشَّهْرُ نَاقِصًا، فَإِنْ كَانَ كَامِلًا، فَلَا يَكُونُ إِلَّا فِي شَفْعٍ، فَتَكُونُ التَّاسِعَةُ الْبَقِيَّةُ لَيْلَةَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ، وَالْخَامِسَةُ الْبَاقِيَةُ لَيْلَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ، وَالسَّابِعَةُ الْبَاقِيَةُ لَيْلَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، عَلَى مَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ بَعْدُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَا يُصَادِفُ وَاحِدٌ مِنْهُنَّ وِتْرًا، وَهَذَا عَلَى طَرِيقَةِ الْعَرَبِ فِي التَّارِيخِ إِذَا جَاوَزُوا نِصْفَ الشَّهْرِ، فَإِنَّمَا يُؤَرِّخُونَ بِالْبَاقِي مِنْهُ لَا بِالْمَاضِي. (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ) .

2086 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ، ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: " إِنِّي أَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَّلَ أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ أَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لِي: إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ اعْتَكَفْ مَعِي فَلْيَعْتَكِفِ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ، فَقَدْ أُرِيتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ مِنْ صَبِيحَتِهَا، فَالْتَمِسُوهَا فِي
الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَالْتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ) . قَالَ: فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ عَلَى عَرِيشٍ، فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ، فَبَصُرَتْ عَيْنَايَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَلَى جَبْهَتِهِ أَثَرُ الْمَاءِ وَالطِّينِ مِنْ صَبِيحَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ فِي الْمَعْنَى. وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ إِلَى قَوْلِهِ: (فَقِيلَ لِي: إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ) وَالْبَاقِي لِلْبُخَارِيِّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2086 - (وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوَّلَ) : بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ كَذَا فِي النُّسَخِ، وَالظَّاهِرُ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَتَخْفِيفِ الْوَاوِ، وَلَعَلَّ إِفْرَادَهُ بِاعْتِبَارِ لَفْظِ الْعَشْرِ (مِنْ رَمَضَانَ) : بَيَانٌ لِلْعِشْرِ (ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ) : قَالَ الزَّرْكَشِيُّ: كَانَ قِيَاسُهُ الْوُسْطَى، لِأَنَّ الْعَشْرَ مُؤَنَّثٌ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى: الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ، وَوَجْهُ الْأَوْسَطِ أَنَّهُ جَاءَ عَلَى لَفْظِ الْعَشْرِ فَإِنَّ لَفْظَهُ مُذَكَّرٌ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: الْوُسُطُ بِضَمَّتَيْنِ جَمْعُ وَاسِطٍ كَبَازِلٍ وَبُذُلٍ، وَبَعْضُهُمْ بِضَمِّ الْوَاوِ وَفَتْحِ السِّينِ جَمْعُ وُسْطَى كَكُبَرٍ وَكُبْرَى اهـ. فَقَوْلُ ابْنِ حَجَرٍ: وَفِي رِوَايَةِ الْمُوَطَّأِ الْوُسُطُ بِضَمَّتَيْنِ جَمْعُ وُسْطَى غَيْرُ صَحِيحٍ لِأَنَّ فُعُلَ بِضَمَّتَيْنِ لَا يَكُونُ جَمْعًا لِفُعْلَى، بَلْ لِنَحْوِ فَاعِلٍ (فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ) : وَهِيَ قُبَّةٌ صَغِيرَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ مِنْ لُبُودٍ، قَالَهُ النَّوَوِيُّ ضُرِبَتْ فِي الْمَسْجِدِ، يُقَالُ لَهَا الْخَرْقَانُ، وَتُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ خَرْكَاهْ. (ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ) : بِسُكُونِ الطَّاءِ الْمُخَفَّفَةِ أَيْ: أَخْرَجَهُ مِنَ الْقُبَّةِ (فَقَالَ: إِنِّي اعْتَكَفْتُ) : بِصِيغَةِ الْمُتَكَلِّمِ حِكَايَةَ حَالٍ مَاضِيَةٍ تَصْوِيرًا لِلِاجْتِهَادِ فِي تَحَرِّيهَا، قَالَ الطِّيبِيُّ: وَفِي نُسْخَةٍ: أَعْتَكِفُ (الْعَشْرَ الْأَوَّلَ أَلْتَمِسُ) : حَالٌ أَيْ: أَطْلُبُ (هَذِهِ اللَّيْلَةَ) : يَعْنِي: لَيْلَةَ الْقَدْرِ (ثُمَّ أَعْتَكِفُ) : بِالنُّسْخَتَيْنِ (الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ) : قَالَ النَّوَوِيُّ: كَذَا فِي جَمِيعِ نُسَخِ مُسْلِمٍ، وَالْمَشْهُورُ فِي الِاسْتِعْمَالِ تَأْنِيثُ الْعَشْرِ، وَتَذْكِيرُهُ أَيْضًا

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 4  صفحه : 1437
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست