responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت المغتذي على جامع الترمذي نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 2  صفحه : 754
والشواغل.
والثاني: أنه ينكشف له ما لم يكن مكشوفًا، فمنه حسناته وسيِّئاته، وعندها يتحسَّر على ما فرط، ثم عند الدفن قد تُردُّ روحه إلى الجسد لنوع من العذاب وقد يعفي عنه. نعم، ولا يمكن كشف الغطاء عن كُنه حقيقة الموت، إذ لا يعرف الموت من لا يعرف الحياة، ومعرفة الحياة بمعرفة حقيقة الروح في نفسها وإدراك ماهية ذاتها، ولم يؤذن لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن
يتكلم فيها ولا أن يزيد على أن يقول: " الروح من أمر ربي " ولكن بالموت ينتقل [إما] إلى سعادة وإما إلى شقاوة، وكل ما سوى الله تعالى ذكره، والأنس به فلا بد من فراقه عند الموت لا محالة.
قال عبد الله بن عمرو: " إنما مثل المؤمن حين مفارقته روحه مثل رجل كان في سجن فأخرج منه ".
وهذا الذي ذكره حال من تجافي عن الدنيا ولم يكن أنسه إلاَّ بذكر الله [تعالى] وكانت شواغل الدنيا تحجُبه عن محبُوبه، وفي الموت خلاصهُ من جميع المؤذيات وانفراده بمحبُوبه من غير عائق وما أجدر ذلك بأن يكون منتهى النَّعيم واللذات، وأكمل اللذات للشهداء الذين قتلوا في سبيل [الله] ؛ لأئَهم ما أقدموا على القتال إلاَّ قاطعين التفاتهم عن علائق الدنيا، مشتاقين إلى الله تعالى، راضين بالقتل فِي

نام کتاب : قوت المغتذي على جامع الترمذي نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 2  صفحه : 754
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست