نام کتاب : قوت المغتذي على جامع الترمذي نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 2 صفحه : 753
فإذا كان الشَّهيد حيًّا فهل هي تحدث له عقب موته، وما الفرق بين حياته وبين حياة من يعذَّب في قبره ويُنعَّم؟ قلتُ: قد قدمنا الجواب عن هذا في أثناء الكلام، وذكرنا أنَّ الحياة راجعة إلى الروح وكونها مختصَّة بهذا النَّعيم أو إلى بعض أجزاء البدن وفيه الروح وغير روح الشهيد، ممن يوقف للحساب لا يحصُل لها ذلك ويبين امتياز حياة الشهيد عن حياة غيره.
قال الغزالي: " الذي يشهد له طرق الاعتبار وتنطق به الآيات والأخبار أنَّ الموت معناه تغيُّر حال فقط، وأنَّ الروح باقية بعد مفارقة الجسد، إمَّا منعَّمة، وإمَّا معذَّبة، ومعنى مفارقتها للجسد انقطاع تصرُّفها فيه.
قال: وحقيقة الإنسان نفسه وروحه، وهي باقية، نعم تغير حاله من وجهين:
أحدهما: أنه سلب منه أعضاؤه وأهله، وولده، وجميع أمواله، فلا فرق بين سلب هذه من الإنسان، أو سلب الإنسان منها، فالمؤلم هو الفراق، فمعنى الموت سلب الإنسان عن أمواله بإزعاجه إلى عالم آخر لا يناسب هذا العالم، فيعظم تحسُّره على ما كان يأنس إليه من ذلك، ومن كان لا يفرح إلاَّ بذكر الله تعالى ولا يأنس إلاَّ به فإنه يعظَّم نعيمه وتتم سعادته؛ لأنه خُلِّي بينه وبين محبوبه، وقطعت عنه العلائق
نام کتاب : قوت المغتذي على جامع الترمذي نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 2 صفحه : 753