9664 - (الوتر بليل) قال البغوي: وذهب مالك وأحمد إلى أنه لا وتر بعد الصبح وأظهر قولي الشافعي أنه يقضى لخبر من نام عن وتره فليصله إذا أصبح
<فائدة> قال ابن التين وغيره: اختلف في الوتر على أشياء في وجوبه وعدده واشتراط النية فيه واختصاصه بقراءة وفي اشتراط شفع قبله وفي آخر وقته وصلاته في السفر على الدابة وفي قضائه والقنوت فيه وفي محل القنوت منه وفيما يقال فيه وفي فصله ووصله وهل تسن ركعتان بعده وفي كونه أفضل النفل
(حم ع عن أبي سعيد) الخدري رمز لحسنه
9665 - (الوتر ركعة من آخر الليل) قال الطيبي: من آخر الليل خير موصوف أي ركعة منشأة من آخر الليل أي آخر وقتها آخر الليل وفيه حجة للشافعي في صحة الإيتار بركعة وندبه آخر الليل أي لمن وثق باستيقاظه وادعى الحنفية نسخه
(م د ن عن ابن عمر) بن الخطاب (حم طب عن ابن عباس)
9666 - (الوحدة خير من جليس السوء) لما في الوحدة من السلامة وهي رأس المال وقد قيل لا يعدل بالسلامة شيء وجليس السوء يبدي سوءه والنفس أمارة بالسوء فإن ملت إليه شاركك وإن كففت عنه نفسك شغلك ولهذا كان مالك بن دينار كثيرا ما يجالس الكلاب على المزابل ويقول هم خير من قرناء السوء (والجليس الصالح خير من الوحدة) فإن مجالسته غنييمة وربح وفيه حث على إيثار الوحدة إذا تعذرت صحبة الصالحين وحجة لمن فضل العزلة وأما الجلساء الصالحون فقليل ما هم وقد ترجم البخاري على ذلك باب العزلة راحة من خلاط السوء قال ابن حجر: هذا أثر خرجه ابن أبي شيبة بسند رجاله ثقات عن عمر لكنه منقطع وأخرج ابن المبارك عن عمر خذوا حظكم من العزلة وما أحسن قول الجنيد: مكابدة العزة أيسر من مداراة الخلطاء وقال الغزالي: عليك بالتفرد عن الخلق لأنهم يشغلونك عن العبادة قال بعضهم: مررت بجماعة يترامون وواحد جالس بعيد عنهم فأردت أن أكلمه فقال: ذكر الله أشهى من كلامك قلت: إنك وحدك قال: معي ربي قلت: من سبق من هؤلاء قال: من غفر له قلت: أين الطريق فأشار بيده إلى السماء وقام وتركني وقال حاتم الأصم: طلبت من هذا الخلق خمسة أشياء فلم أجدها طلبت منهم الطاعة والزهادة فلم يفعلوها فقلت: أعينوني عليها إن لم تفعلوا فقلت: ارضوا مني إن فعلت فلم يفعلوا فقلت: لا تمنعوني منها إذا فلم يفعلوا فقلت: لا تدعوني إلى معصية فلم يفعلوا فتركتهم ووجد مع داود الطائي كلب فقيل: ما هذا الذي تصحبه قال: هذا خير من جليس السوء وقد قيل: " وكل قرين بالمقارن يقتدي " وقال العارف أبو المواهب الشاذلي: الملحوظ بالتعظيم العين تلحظه بالوقار فلذلك ينبغي له مصاحبة الأبرار ومباينة الأشرار صونا له من العار:
العيب في الجاهل المغمور مغمور. . . وعيب ذي الشهرة المشهور مشهور
وفي الحكم: صغيرة الكبير كبيرة وكبيرة الصغير صغيرة ونظمه بعضهم فقال: -[373]-
فصغائر الرجل الكبير كبائر. . . وكبائر الرجل الصغير صغائر
واعلم أن خواص الخواص يرون أن كل مشتغل بغير الله ولو مباحا صحبته من قبيل أهل الشر وملحقة به وأن أهل الجد والتشمير ممن لم يبلغ مرتبة أولئك يرى أن صحبة أهل البطالة بل صحبة من لم يشاركهم في التشمير كصحبة أهل الشر وقال بعضهم: صحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار
(تتمة) قال الغزالي: وفي الحديث إشارة إلى أن الطريق العدل أن تخالط الناس وتشاركهم في الخيرات وتباينهم فيما سوى ذلك (وإملاء الخير) على الملك من أفعالك وأقوالك بالعلم وتكراره ونشره (خير من السكوت) وفي أثر أنت في سلامة ما سكت فإذا نطقت فإما لك أو عليك بل قد يجب الإملاء ويحرم السكوت وأمثلته لا تخفى (والسكوت خير من إملاء الشر) وفائدة الحديث أنه متى لم يتهيأ لك الخير فأمسك عن الشر تظفر بالسلامة
(ك) في المناقب (هب) من حديث ابن أبي عمران (عن أبي ذر) قال: صدقت أتيت أبا ذر فوجدته في المسجد محتبيا بكساء أسود فقلت: ما هذه الوحدة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكره قال الذهبي: لم يصح ولا صححه الحاكم اه وقال ابن حجر: سنده حسن لكن المحفوظ أنه موقوف على أبي ذر اه ورواه أيضا أبو الشيخ [ابن حبان] والديلمي وابن عساكر في تاريخه