responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 7  صفحه : 174
عِمْرَانَ قَوْلُهُ إِنَّ أَبَا ذَرٍّ قَالَ لِأَخِيهِ هُوَ أُنَيْسٌ قَوْلُهُ ارْكَبْ إِلَى هَذَا الْوَادِي أَيْ وَادِي مَكَّةَ وَفِي أَوَّلِ رِوَايَةِ أَبِي قُتَيْبَةَ الْمَاضِيَةِ فِي مَنَاقِبِ قُرَيْشٍ قَالَ لَنَا بن عَبَّاسٍ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِإِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قُلْنَا بَلَى قَالَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ كُنْتُ رَجُلًا مِنْ غِفَارٍ وَهَذَا السِّيَاقُ يَقْتَضِي أَنَّ بن عَبَّاسٍ تَلَقَّاهُ مِنْ أَبِي ذَرٍّ وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ قِصَّةَ إِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْهُ وَفِيهَا مُغَايَرَةٌ كَثِيرَة لسياق بن عَبَّاسٍ وَلَكِنَّ الْجَمْعَ بَيْنَهُمَا مُمْكِنٌ وَأَوَّلُ حَدِيثِهِ خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارٍ وَكَانُوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمُّنَا فَنَزَلْنَا عَلَى خَالٍ لَنَا فَحَسَدَنَا قَوْمُهُ فَقَالُوا لَهُ إِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ عَنْ أَهْلِكَ خَالَفَ إِلَيْهِمْ أُنَيْسٌ فَذَكَرَ لَنَا ذَلِكَ فَقُلْنَا لَهُ أَمَّا مَا مَضَى لَنَا مِنْ مَعْرُوفِكَ فَقَدْ كَدَّرْتَهُ فَتَحَمَّلْنَا عَلَيْهِ وَجَلَسَ يَبْكِي فَانْطَلَقْنَا نَحْوَ مَكَّةَ فَنَافَرَ أَخِي أُنَيْسٌ رَجُلًا إِلَى الْكَاهِنِ فَخَيَّرَ أُنَيْسًا فَأَتَانَا بِصِرْمَتِنَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا قَالَ وَقَدْ صليت يَا بن أَخِي قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ سِنِينَ قُلْتُ لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ قُلْتُ فَأَيْنَ تُوَجَّهُ قَالَ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي رَبِّي قَالَ فَقَالَ لِي أُنَيْسٌ إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَانْطَلَقَ ثُمَّ جَاءَ فَقُلْتُ ماصنعت قَالَ لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ قُلْتُ فَمَا يَقُولُ النَّاسُ قَالَ يَقُولُونَ شَاعِرٌ كَاهِنٌ سَاحِرٌ وَكَانَ أُنَيْسٌ شَاعِرًا فَقَالَ لَقَدْ سَمِعْتُ كَلَامَ الْكَهَنَةِ فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ الشِّعْرِ فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَيْهَا وَاللَّهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ قلت وَهَذَا الْفَصْل فِي الظَّاهِرُ مُغَايِرٌ لِقَوْلِهِ فِي حَدِيثِ الْبَابِ إِنَّ أَبَا ذَرٍّ قَالَ لِأَخِيهِ مَا شَفَيْتَنِي وَيُمْكِنُ الْجَمْعُ بِأَنَّهُ كَانَ أَرَادَ مِنْهُ أَنْ يَأْتِيَهُ بِتَفَاصِيلَ مِنْ كَلَامِهِ وَأَخْبَارِهِ فَلَمْ يَأْتِهِ إِلَّا بِمُجْمَلٍ قَوْلُهُ فَانْطَلَقَ الْأَخُ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ فَانْطَلَقَ الْآخَرُ أَيْ أُنَيْسٌ قَالَ عِيَاضٌ وَقَعَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ فَانْطَلَقَ الْأَخُ الْآخَرُ وَالصَّوَابُ الِاقْتِصَارُ عَلَى أَحَدِهِمَا لِأَنَّهُ لَا يُعْرَفُ لِأَبِي ذَرٍّ إِلَّا أَخٌ وَاحِدٌ وَهُوَ أُنَيْسٌ قُلْتُ وَعِنْدَ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ أَيْ عَنِ الْمُثَنَّى فَانْطَلَقَ الْآخَرُ حَسْبُ قَوْلُهُ حَتَّى قَدِمَهُ أَيِ الْوَادِي وَادِي مَكَّةَ وَفِي رِوَايَة بن مَهْدِيٍّ فَانْطَلَقَ الْآخَرُ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ قَوْلُهُ رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَكَلَامًا مَا هُوَ بِالشِّعْرِ كَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَوَافَقَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَقَوْلُهُ وَكَلَامًا مَنْصُوبٌ بِالْعَطْفِ عَلَى الضَّمِيرِ الْمَنْصُوبِ وَفِيهِ إِشْكَالٌ لِأَنَّ الْكَلَامَ لَا يُرَى وَيُجَابُ عَنْهُ بِأَنَّهُ مِنْ قَبِيلِ عَلَفْتُهَا تِبْنًا وَمَاءً بَارِدًا وَفِيهِ الْوَجْهَانِ الْإِضْمَارُ أَيْ وَسَقَيْتُهَا أَوْ ضَمَّنَ الْعَلَفَ مَعْنَى الْإِعْطَاءِ وَهُنَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ التَّقْدِيرُ رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ كَلَامًا مَا هُوَ بِالشِّعْرِ أَوْ ضَمَّنَ الرُّؤْيَةَ مَعْنَى الْأَخْذِ عَنْهُ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي قُتَيْبَةَ رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِالْخَيْرِ وَيَنْهَى عَنِ الشَّرِّ وَلَا إِشْكَالَ فِيهَا قَوْلُهُ وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ قَوْمَهُ يُؤْذُونَ مَنْ يَقْصِدُهُ أَوْ يُؤْذُونَهُ بِسَبَبِ قَصْدِ مَنْ يَقْصِدُهُ أَوْ لِكَرَاهَتِهِمْ فِي ظُهُورِ أَمْرِهِ لَا يَدُلُّونَ مَنْ يَسْأَلُ عَنْهُ عَلَيْهِ أَوْ يَمْنَعُونَهُ مِنَ الِاجْتِمَاعِ بِهِ أَوْ يَخْدَعُونَهُ حَتَّى يَرْجِعَ عَنْهُ قَوْلُهُ فَرَآهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ قِصَّةَ أَبِي ذَرٍّ وَقَعَتْ بَعْدَ الْمَبْعَثِ بِأَكْثَرَ مِنْ سَنَتَيْنِ بِحَيْثُ يَتَهَيَّأُ لِعَلِيٍّ أَنْ يَسْتَقِلَّ بِمُخَاطَبَةِ الْغَرِيبِ وَيُضَيِّفُهُ فَإِنَّ الْأَصَحَّ فِي سِنِّ عَلِيٍّ حِينَ الْمَبْعَثِ كَانَ عَشْرَ سِنِين وَقيل أقل من ذَلِك وَهَذَا الْخَبَرُ يُقَوِّي الْقَوْلَ الصَّحِيحِ فِي سِنِّهِ قَوْلُهُ فَعَرَفَ أَنَّهُ غَرِيبٌ فِي رِوَايَةِ أَبِي قُتَيْبَةَ فَقَالَ كَأَنَّ الرَّجُلَ غَرِيبٌ قُلْتُ نَعَمْ قَوْلُهُ فَلَمَّا رَآهُ تَبِعَهُ فِي رِوَايَةِ أَبِي قُتَيْبَةَ قَالَ فَانْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ قَوْلُهُ أَمَا نَالَ لِلرَّجُلِ أَيْ أَمَا حَانَ يُقَالُ نَالَ لَهُ بِمَعْنَى آنَ لَهُ وَيُرْوَى أَمَا آن بِمد الْهمزَة وانى بِالْقَصْرِ وَبِفَتْحِ النُّونِ وَكُلُّهَا بِمَعْنًى وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي قِصَّةِ الْهِجْرَةِ فِي قَوْلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَمَا آنَ لِلرَّحِيلِ مِثْلُهُ وَقَوْلُهُ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَهُ أَيْ مَقْصِدَهُ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ عَلِيٌّ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى دَعَوْتِهِ إِلَى بَيْتِهِ لِضِيَافَتِهِ ثَانِيًا وَتَكُونُ

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 7  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست