responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 91
وَجَدَ مَاهِيَّةَ التَّحْدِيثِ كَذَبَ وَقِيلَ هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَنْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْخِصَالُ وَتَهَاوَنَ بِهَا وَاسْتَخَفَّ بِأَمْرِهَا فَإِنَّ مَنْ كَانَ كَذَلِكَ كَانَ فَاسِدَ الِاعْتِقَادِ غَالِبًا وَهَذِهِ الْأَجْوِبَةُ كُلُّهَا مَبْنِيَّةٌ عَلَى أَنَّ اللَّامَ فِي الْمُنَافِقِ لِلْجِنْسِ وَمِنْهُمْ مَنِ ادَّعَى أَنَّهَا لِلْعَهْدِ فَقَالَ إِنَّهُ وَرَدَ فِي حَقِّ شَخْصٍ مُعَيَّنٍ أَوْ فِي حَقِّ الْمُنَافِقِينَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَمَسَّكَ هَؤُلَاءِ بِأَحَادِيثَ ضَعِيفَةٍ جَاءَتْ فِي ذَلِكَ لَوْ ثَبَتَ شَيْءٌ مِنْهَا لَتَعَيَّنَ الْمَصِيرُ إِلَيْهِ وَأَحْسَنُ الْأَجْوِبَةِ مَا ارْتَضَاهُ الْقُرْطُبِيُّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

[34] قَوْلُهُ تَابَعَهُ شُعْبَةُ وَصَلَ الْمُؤَلِّفُ هَذِهِ الْمُتَابَعَةَ فِي كِتَابِ الْمَظَالِمِ وَرِوَايَةُ قَبِيصَةَ عَنْ سُفْيَانَ وَهُوَ الثَّوْرِيُّ ضَعَّفَهَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَقَالَ الشَّيْخُ مُحْيِي الدِّينِ إِنَّمَا أَوْرَدَهَا الْبُخَارِيُّ عَلَى طَرِيقِ الْمُتَابَعَةِ لَا الْأَصَالَةِ وَتَعَقَّبَهُ الْكِرْمَانِيُّ بِأَنَّهَا مُخَالِفَةٌ فِي اللَّفْظِ وَالْمَعْنَى مِنْ عِدَّةِ جِهَاتٍ فَكَيْفَ تَكُونُ مُتَابَعَةً وَجَوَابُهُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمُتَابَعَةِ هُنَا كَوْنُ الْحَدِيثِ مُخَرَّجًا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ مِنْ طُرُقِ أُخْرَى عَنِ الثَّوْرِيِّ وَعِنْدَ الْمُؤَلِّفِ مِنْ طُرُقٍ أُخْرَى عَنِ الْأَعْمَشِ مِنْهَا رِوَايَةُ شُعْبَةَ الْمُشَارُ إِلَيْهَا وَهَذَا هُوَ السِّرُّ فِي ذِكْرِهَا هُنَا وَكَأَنَّهُ فَهِمَ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمُتَابَعَةِ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ الْمَذْكُورُ فِي الْبَابِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِذْ لَوْ أَرَادَهُ لَسَمَّاهُ شَاهِدًا وَأَمَّا دَعْوَاهُ أَنَّ بَيْنَهُمَا مُخَالَفَةً فِي الْمَعْنَى فَلَيْسَ بِمُسَلَّمٍ لِمَا قَرَّرْنَاهُ آنِفًا وَغَايَتُهُ أَنْ يَكُونَ فِي أَحَدِهِمَا زِيَادَةٌ وَهِيَ مَقْبُولَةٌ لِأَنَّهَا مِنْ ثِقَةٍ مُتْقِنٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ فَائِدَةٌ رِجَالُ الْإِسْنَادِ الثَّانِي كُلُّهُمْ كُوفِيُّونَ إِلَّا الصَّحَابِيَّ وَقَدْ دَخَلَ الْكُوفَةَ أَيْضًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ

(قَوْلُهُ بَابُ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ الْإِيمَانِ)
لَمَّا بَيَّنَ عَلَامَاتِ النِّفَاقِ وَقَبَّحَهَا رَجَعَ إِلَى ذِكْرِ عَلَامَاتِ الْإِيمَانِ وَحَسَّنَهَا لِأَنَّ الْكَلَامَ عَلَى مُتَعَلَّقَاتِ الْإِيمَانِ هُوَ الْمَقْصُودُ بِالْأَصَالَةِ وَإِنَّمَا يَذْكُرُ مُتَعَلَّقَاتِ غَيْرِهِ اسْتِطْرَادًا ثُمَّ رَجَعَ فَذَكَرَ أَنَّ قِيَامَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَقِيَامَ رَمَضَانَ وَصِيَامَ رَمَضَانَ مِنَ الْإِيمَانِ وَأَوْرَدَ الثَّلَاثَةُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مُتَّحِدَاتُ الْبَاعِثِ وَالْجَزَاءِ وَعَبَّرَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ بِالْمُضَارِعِ فِي الشَّرْطِ وَبِالْمَاضِي فِي جَوَابِهِ بِخِلَافِ الْآخَرَيْنِ فَبِالْمَاضِي فِيهِمَا وَأَبْدَى الْكِرْمَانِيُّ لِذَلِكَ نُكْتَةً لَطِيفَةً قَالَ لِأَنَّ قِيَامَ رَمَضَانَ مُحَقَّقُ الْوُقُوعِ وَكَذَا صِيَامُهُ بِخِلَافِ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَإِنَّهُ غَيْرُ مُتَيَقَّنٍ فَلِهَذَا ذَكَرَهُ بِلَفْظِ الْمُسْتَقْبَلِ انْتَهَى كَلَامُهُ وَفِيهِ شَيْءٌ سَتَأْتِي الْإِشَارَةُ إِلَيْهِ وَقَالَ غَيْرُهُ اسْتَعْمَلَ لَفْظَ الْمَاضِي فِي الْجَزَاءِ إِشَارَةً إِلَى تَحَقُّقِ وُقُوعِهِ فَهُوَ نَظِيرُ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ وَفِي اسْتِعْمَالِ الشَّرْطِ مُضَارِعًا وَالْجَوَابِ مَاضِيًا نِزَاعٌ بَيْنَ النُّحَاةِ فَمَنَعَهُ الْأَكْثَرُ وَأَجَازَهُ آخَرُونَ لَكِنْ بِقِلَّةٍ اسْتَدَلُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ لِأَنَّ قَوْلَهُ فَظَلَّتْ بِلَفْظِ الْمَاضِي وَهُوَ تَابِعٌ لِلْجَوَابِ وَتَابِعُ الْجَوَابِ جَوَابٌ وَاسْتَدَلُّوا أَيْضًا بِهَذَا الْحَدِيثِ وَعِنْدِي فِي الِاسْتِدْلَالِ بِهِ نَظَرٌ لِأَنَّنِي أَظُنُّهُ مِنْ تَصَرُّفِ الرُّوَاةِ لِأَنَّ الرِّوَايَاتِ فِيهِ مَشْهُورَةٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِلَفْظِ الْمُضَارِعِ فِي الشَّرْطِ وَالْجَزَاءِ وَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَبِي الْيَمَانَ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ فِيهِ فَلَمْ يُغَايِرْ بَيْنَ الشَّرْطِ وَالْجَزَاءِ بَلْ قَالَ مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ يُغْفَرُ لَهُ وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ عَنْ سُلَيْمَانَ وَهُوَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ وَلَفْظُهُ زَائِدٌ عَلَى الرِّوَايَتَيْنِ فَقَالَ لَا يَقُومُ أَحَدُكُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ

بِإِسْكَان الْبَاء التَّحْتَانِيَّة وَهُوَ مُتَّجه قَوْله الْبَيْدَاء هِيَ الأَرْض القفر وَالْجمع بيد وزن بير وَقَوله حتي اسْتَوَت رَاحِلَته على الْبَيْدَاء وَقَوله بيداؤكم هَذِه هِيَ الأَرْض الملساء الَّتِي دون ذِي الحليفة فِي طَرِيق مَكَّة وَأما قَول عَائِشَة حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ أَوْ بِذَاتِ الْجَيْشِ انْقَطع عقد لي فَقيل هِيَ هِيَ وَقَالَ الْبكْرِيّ هِيَ أدني إِلَيّ مَكَّة من ذِي الحليفة قَوْله بيد أَنهم أَي غير أَنهم وَقد تَأتي بمعني على وَبِمَعْنى إِلَّا وَبِمَعْنى من أجل قَوْله بيدر من بيادر التَّمْر هُوَ الجرين وَقَوله بيدر كل تمر فعل أَمر مِنْهُ أَي اجْعَل كل صنف فِي بيدر قَوْله بيرحا مَوضِع قبلي الْمَسْجِد النَّبَوِيّ يعرف بقصر بني جديلة اخْتلف فِي ضَبطه فَقيل بِلَفْظ الْبِئْر وَالْإِضَافَة كَمثل حرف الهجاء وعَلى هَذَا فحركات الْإِعْرَاب فِي الرَّاء وَأنكر ذَلِك أَبُو ذَر الْخُشَنِي وَإِنَّمَا هِيَ بِفَتْح الرَّاء على كل حَال وَقَالَ الصُّورِي هِيَ بِفَتْح الْبَاء وَالرَّاء مَعًا فِي كل حَال فحصلنا على ثَلَاثَة أَقْوَال وَحكى الْمَدّ وَالْقصر فِيهَا فَتَصِير سِتَّة وَفِي رِوَايَة لمُسلم بريحاء بِفَتْح الْبَاء وَكسر الرَّاء بعْدهَا يَاء ثمَّ حاء مُهْملَة وَلأبي دَاوُد مثله لَكِن أشْبع فَتْحة الْبَاء إِلَى أَن صَارَت بأريحاء وَهُوَ يُؤَيّد مَا ذهب إِلَيْهِ الصُّورِي قَوْله بِئْر جمل بِالْإِضَافَة وَالْجِيم مَوضِع مَعْرُوف بِالْمَدِينَةِ قَوْله بِئْر أريس تقدم فِي الْهمزَة قَوْله بِئْر ذروان هُوَ مَوضِع على سَاعَة من الْمَدِينَة قَالَ الْأَصْمَعِي من قَالَهَا ذروان فقد أَخطَأ وَإِنَّمَا هِيَ ذُو أروان وَقَالَ غَيره إِنَّمَا قَالُوا ذروان تَخْفِيفًا وَجمع الْبِئْر أبار بِسُكُون الْمُوَحدَة بعْدهَا همزَة كحمل وأحمال وَيُقَال آبار بِالْمدِّ وَهُوَ جمع قلَّة وَقَوله بئارها بِكَسْر وهمزة وَقد تسهل وَهُوَ جمع كَثْرَة قَوْله حريق بالبويرة تَصْغِير بِئْر وَهِي مَوضِع مَعْرُوف بِالْمَدِينَةِ كَانَ للْيَهُود قَوْله بيض مَكْنُون قَالَ بن عَبَّاس اللُّؤْلُؤ قَوْله وابياضت أَي صفت يُقَال أَبيض الشَّيْء إِذا أَسْفر وابياض إِذا تحول من لون إِلَى آخر بَين اللونين قَوْله الْبيض بِالْكَسْرِ جمع أَبيض وَهِي السيوف وبالفتح جمع بَيْضَة وَهِي الَّتِي تلبس فِي الرَّأْس فِي الْحَرْب وَتطلق على الْملك وعَلى الْعِزّ وعَلى مُعظم الشَّيْء قَوْله بيضتهم بِالْفَتْح أَي جَمَاعَتهمْ قَوْله بيعَة بِكَسْر أَوله وَهِي الْكَنِيسَة وَقيل الْبيعَة للْيَهُود كالكنيسة لِلنَّصَارَى وَأما الْبيعَة بِالْفَتْح فَوَاحِدَة البيع وَهِي الْمُعَاوضَة وَقد تكَرر وَقد تقدم وَيُطلق على السّوم وَمِنْه لَا يبع بَعْضكُم على بيع بعض قَوْله الْبَيَان يُطلق للظهور وللفهم ولذكاء الْقلب وَمِنْه الْبَيِّنَة لظهورها أَو لظُهُور الْحق بهَا وَقَوله لَيْسَ بالطويل البأئن أَي المفرط فِي الطول وأصل الْبَائِن الْبعيد فَكَأَنَّهُ بعد عَن أنظاره وَقَوله بن الْقدح أَي أبعده قَوْله بَينا وبينما هُوَ من الْبَين وَهُوَ الْوَصْل تَقول بَينا أَنا وبينما أَنا أَي أَنا مُتَّصِل بِفعل وَيُطلق على الْبعد فَهُوَ من الأضداد وَأما بَيْنَمَا فَهُوَ الأول زيد فِيهِ مَا حرف التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق * (* فصل ت أ *) * قَوْله تائه أَي متحير قَوْله فليتئد وَقَوله اتئدوا المُرَاد التأني والرزانة وَالِاسْم التؤدة وَقَول عمر فِي قصَّة عَليّ وعباس تيدكم بِفَتْح أَوله وَسُكُون الْيَاء وَفتح الدَّال وللأصيلي بِكَسْر أَوله وَلأبي ذَر بِفَتْح أَوله وَكسر الْهمزَة وَسُكُون الدَّال وَالْأول أصوب وَهُوَ اسْم فعل من التؤدة وَحكى سِيبَوَيْهٍ بيس فلَان بِفَتْح أَوله فعلي هَذَا فالياء مسهلة من الْهمزَة وَهِي مبدلة من الْوَاو فصل ت ب قَوْله تباب أَي خسران وَقَوله تبت أَي خسرت وَقَوله تبالك أَي خسرانا وَيُقَال

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست