responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 60
سَبَبُ بَقَاءِ نَفْسِهِ الْبَقَاءَ الْأَبَدِيَّ فِي النَّعِيمِ السَّرْمَدِيِّ وَعَلِمَ أَنَّ نَفْعَهُ بِذَلِكَ أَعْظَمُ مِنْ جَمِيعِ وُجُوهِ الِانْتِفَاعَاتِ فَاسْتَحَقَّ لِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ حَظُّهُ مِنْ مَحَبَّتِهِ أَوْفَرَ مِنْ غَيْرِهِ لِأَنَّ النَّفْعَ الَّذِي يُثِيرُ الْمَحَبَّةَ حَاصِلٌ مِنْهُ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ وَلَكِنَّ النَّاسَ يَتَفَاوَتُونَ فِي ذَلِكَ بِحَسَبِ اسْتِحْضَارِ ذَلِكَ وَالْغَفْلَةِ عَنْهُ وَلَا شَكَّ أَنَّ حَظَّ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى أَتَمُّ لِأَنَّ هَذَا ثَمَرَةُ الْمَعْرِفَةِ وَهُمْ بِهَا أَعْلَمُ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ كُلُّ مَنْ آمَنَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيمَانًا صَحِيحًا لَا يَخْلُو عَنْ وِجْدَانِ شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْمَحَبَّةِ الرَّاجِحَةِ غَيْرَ أَنَّهُمْ مُتَفَاوِتُونَ فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَ مِنْ تِلْكَ الْمَرْتَبَةِ بِالْحَظِّ الْأَوْفَى وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَ مِنْهَا بِالْحَظِّ الْأَدْنَى كَمَنْ كَانَ مُسْتَغْرِقًا فِي الشَّهَوَاتِ مَحْجُوبًا فِي الْغَفَلَاتِ فِي أَكْثَرِ الْأَوْقَاتِ لَكِنَّ الْكَثِيرَ مِنْهُمْ إِذَا ذُكِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَاقَ إِلَى رُؤْيَتِهِ بِحَيْثُ يُؤْثِرُهَا عَلَى أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ وَوَالِدِهِ وَيَبْذُلُ نَفْسَهُ فِي الْأُمُورِ الْخَطِيرَةِ وَيَجِدُ مَخْبَرَ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِهِ وجدانا لاتردد فِيهِ وَقَدْ شُوهِدَ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ مَنْ يُؤْثِرُ زِيَارَةَ قَبْرِهِ وَرُؤْيَةَ مَوَاضِعَ آثَارِهِ عَلَى جَمِيعِ مَا ذُكِرَ لِمَا وَقَرَ فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ مَحَبَّتِهِ غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ سَرِيعُ الزَّوَالِ بتوالي الغفلات وَالله الْمُسْتَعَان انْتهى مُلَخصا
(

قَوْله بَاب حلاوة الْإِيمَان)
مَقْصُود الصِّنْف أَنَّ الْحَلَاوَةَ مِنْ ثَمَرَاتِ الْإِيمَانِ وَلَمَّا قَدَّمَ أَنَّ مَحَبَّةَ الرَّسُولِ مِنَ الْإِيمَانِ أَرْدَفَهُ بِمَا يُوجِدُ حَلَاوَةَ ذَلِكَ

[16] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى هُوَ أَبُو مُوسَى الْعَنَزِيُّ بِفَتْحِ النُّونِ بَعْدَهَا زَايٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ هُوَ بن عبد الْمجِيد حَدثنَا أَيُّوب هُوَ بن أَبِي تَمِيمَةَ السَّخْتِيَانِيُّ بِفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ عَلَى الصَّحِيحِ وَحُكِيَ ضَمُّهَا وَكَسْرُهَا عَنْ أَبِي قِلَابَةَ بِكَسْرِ الْقَافِ وَبِبَاءٍ مُوَحَّدَةٍ قَوْلُهُ ثَلَاثٌ هُوَ مُبْتَدَأٌ وَالْجُمْلَةُ الْخَبَرُ وَجَازَ الِابْتِدَاءُ بِالنَّكِرَةِ لِأَنَّ التَّنْوِينَ عِوَضُ الْمُضَافِ إِلَيْهِ فَالتَّقْدِيرُ ثَلَاثُ خِصَالٍ وَيُحْتَمَلُ فِي إِعْرَابِهِ غَيْرُ ذَلِكَ قَوْلُهُ كُنَّ أَيْ حَصَلْنَ فَهِيَ تَامَّةٌ وَفِي قَوْلِهِ حَلَاوَةُ الْإِيمَانِ اسْتِعَارَةٌ تَخْيِيلِيَّةٌ شَبَّهَ رَغْبَةَ الْمُؤْمِنَ فِي الْإِيمَانِ بِشَيْءٍ حُلْوٍ وَأَثْبَتَ لَهُ لَازِمَ ذَلِكَ الشَّيْءِ وَأَضَافَهُ إِلَيْهِ وَفِيهِ تَلْمِيحٌ إِلَى قِصَّةِ الْمَرِيضِ وَالصَّحِيحِ لِأَنَّ الْمَرِيضَ الصَّفْرَاوِيَّ يَجِدُ طَعْمَ الْعَسَلِ مُرًّا وَالصَّحِيحُ يَذُوقُ حَلَاوَتَهُ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ وَكُلَّمَا نَقَصَتِ الصِّحَّةُ شَيْئًا مَا نَقَصَ ذَوْقُهُ بِقَدْرِ ذَلِكَ فَكَانَتْ هَذِهِ الِاسْتِعَارَةُ مِنْ أَوْضَحِ مَا يُقَوِّي اسْتِدْلَالَ الْمُصَنِّفِ عَلَى الزِّيَادَةِ وَالنَّقْصِ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي جَمْرَةَ إِنَّمَا عَبَّرَ بِالْحَلَاوَةِ لِأَنَّ اللَّهَ شَبَّهَ الْإِيمَانَ بِالشَّجَرَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مَثَلًا كلمة طيبَة كشجرة طيبَة فَالْكَلِمَةُ هِيَ كَلِمَةُ الْإِخْلَاصِ وَالشَّجَرَةُ أَصْلُ الْإِيمَانِ وَأَغْصَانُهَا اتِّبَاعُ الْأَمْرِ وَاجْتِنَابُ النَّهْيِ وَوَرَقُهَا مَا يَهْتَمُّ بِهِ الْمُؤْمِنُ مِنَ الْخَيْرِ وَثَمَرُهَا عَمَلُ الطَّاعَاتِ وَحَلَاوَةُ الثَّمَرِ جَنْيُ الثَّمَرَةِ وَغَايَةُ كَمَالِهِ تَنَاهِي نُضْجِ الثَّمَرَةِ وَبِهِ تَظْهَرُ حَلَاوَتُهَا قَوْلُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مَنْصُوبٌ لِأَنَّهُ خَبَرُ يَكُونَ قَالَ الْبَيْضَاوِيُّ الْمُرَادُ بِالْحُبِّ هُنَا الْحُبُّ الْعَقْلِيُّ الَّذِي هُوَ إِيثَارُ مَا يَقْتَضِي الْعَقْلُ السَّلِيمُ رُجْحَانَهُ وَإِنْ كَانَ عَلَى خِلَافِ هَوَى النَّفْسِ كَالْمَرِيضِ يَعَافُ الدَّوَاءَ بِطَبْعِهِ فَيَنْفِرُ عَنْهُ وَيَمِيلُ إِلَيْهِ بِمُقْتَضَى عَقْلِهِ فَيَهْوَى تَنَاوُلَهُ فَإِذَا تَأَمَّلَ الْمَرْءُ أَنَّ الشَّارِعَ لَا يَأْمُرُ وَلَا يَنْهَى إِلَّا بِمَا فِيهِ صَلَاحٌ عَاجِلٌ أَوْ خَلَاصٌ آجِلٌ وَالْعَقْلُ يَقْتَضِي رُجْحَانَ

بعلو فِي غرائب شُعْبَة لِابْنِ مَنْدَه وَرِوَايَة هِشَام وَصلهَا الْمُؤلف فِي الْإِسْرَاء وَكَذَا رِوَايَة سعيد وَهَمَّام بَاب استعذاب المَاء رِوَايَة يحيى بن يحيى وَصلهَا الْمُؤلف فِي الْوكَالَة وَرِوَايَة إِسْمَاعِيل فِي التَّفْسِير بَاب من شرب وَهُوَ وَاقِف زِيَادَة مَالك وَصلهَا الْمُؤلف فِي الْحَج بَاب الشّرْب من قدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رِوَايَة أبي بردة وَصلهَا الْمُؤلف فِي الِاعْتِصَام بَاب شرب الْبركَة مُتَابعَة عَمْرو وَهُوَ بن دِينَار عَن جَابر وَصلهَا الْمُؤلف فِي التَّفْسِير وَرِوَايَة حُصَيْن وَصلهَا فِي الْمَغَازِي وَرِوَايَة عَمْرو وَصلهَا أَحْمد وَمُسلم وَوَقعت لَنَا بِعُلُوٍّ فِي مُسْنَدِ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ ومتابعة سعيد بن الْمسيب وَصلهَا الْمُؤلف فِي الْمَغَازِي كتاب المرضى والطب بَاب مَا جَاءَ فِي كَفَّارَة الْمَرَض رِوَايَة زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة عَن سعد وَهُوَ بن إِبْرَاهِيم وَصلهَا مُسلم بَاب فضل من ذهب بَصَره مُتَابعَة أَشْعَث وَصلهَا أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط ومتابعة أبي ظلال وَصلهَا التِّرْمِذِيّ وَعبد بن حميد بَاب عِيَادَة الْمُشرك رِوَايَة سعيد بن الْمسيب عَن أبيَّة وَصلهَا الْمُؤلف فِي التَّفْسِير بَاب دُعَاء الْعَائِد للْمَرِيض رِوَايَة عَائِشَة بنت سعد عَن أَبِيهَا وَصلهَا الْمُؤلف فِي الطِّبّ مطولا وَرِوَايَة عَمْرو بن أبي قيس رويناها بعلو فِي فَوَائِدِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بن نجيح وَرِوَايَة إِبْرَاهِيم بن طهْمَان وَصلهَا الْإِسْمَاعِيلِيّ وَرِوَايَة جرير عَن مَنْصُور وَصلهَا بن ماجة وَرِوَايَة القمي وَهُوَ يَعْقُوب عَن لَيْث وَصلهَا الْبَزَّار وَوَقعت لنا بعلو فِي الغيلانيات وَفِي جُزْء بن بخيت بَاب الحجم فِي السّفر حَدِيث بن بُحَيْنَة وَصله الْمُؤلف بعد أَبْوَاب بَاب الْحجامَة على الرَّأْس رِوَايَة الْأنْصَارِيّ وَصلهَا أَحْمد والإسماعيلي وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم بَاب الحجم من الشَّقِيقَة رِوَايَة مُحَمَّد بن سَوَاء وَصلهَا الْإِسْمَاعِيلِيّ بَاب الإثمد حَدِيث أم عَطِيَّة وَصله الْمُؤلف فِي الطَّلَاق بَاب الجذام رِوَايَة عَفَّان لم أرها بَاب الْعذرَة رِوَايَة يُونُس عَن الزُّهْرِيّ وَصلهَا أَحْمد بن حَنْبَل وَرِوَايَة إِسْحَاق بن رَاشد وَصلهَا الْمُؤلف بعد بَابَيْنِ بَاب دَوَاء المبطون مُتَابعَة النَّضر بن شُمَيْل وَصلهَا إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده عَنهُ بَاب لَا صفر رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة وَسنَان وَصلهَا الْمُؤلف بعد بَابَيْنِ بَاب ذَات الْجنب رِوَايَة عباد بن مَنْصُور وَصلهَا أَبُو يعلى فِي مُسْنده بَاب أجر الصابر مُتَابعَة النَّضر عَن دَاوُد بن أبي الْفُرَات وَصلهَا الْمُؤلف فِي الْقدر بَاب الرقي بِفَاتِحَة الْكتاب قَوْله وَيذكر عَن بن عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَلَهُ الْمُؤلف بعد بَاب وَإِنَّمَا لم يجْزم بِهِ لذكره إِيَّاه بالمعني بَاب رقية الْعين مُتَابعَة عبد الله بن سَالم عَن الزبيدِيّ وَصلهَا الذهلي فِي الزهريات وَرِوَايَة عقيل مَعَ إرسالها وَقعت لنا فِي جُزْء من رِوَايَة أبي الْفضل بن طَاهِر الْحَافِظ وأخرجها الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك موصوله بَاب السحر مُتَابعَة أبي أُسَامَة وَصلهَا الْمُؤلف بعد بَاب ومتابعة أبي ضَمرَة وَصلهَا فِي الدَّعْوَات ومتابعة بن أبي الزِّنَاد لم أرها وَرِوَايَة اللَّيْث مَضَت فِي بَاب صفة إِبْلِيس وَرِوَايَة بن عُيَيْنَة وَصلهَا الْمُؤلف بعد بَاب بَاب السم رِوَايَة عُرْوَة عَن عَائِشَة تقدم الْكَلَام عَلَيْهَا فِي أَوَاخِر الْمَغَازِي بَاب ألبان الأتن رِوَايَة اللَّيْث عَن يُونُس وَصلهَا الْبَغَوِيّ فِي الجعديات دون الْقِصَّة الَّتِي فِيهِ وروى أَبُو نعيم الْقِصَّة والْحَدِيث مَعًا فِي الْمُسْتَخْرج من طَرِيق أبي ضَمرَة عَن يُونُس كتاب اللبَاس حَدِيث كلوا وَاشْرَبُوا وَالْبَسُوا الحَدِيث وَصله النَّسَائِيّ وبن ماجة وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ بَاب من جر ثَوْبه من الْخُيَلَاء مُتَابعَة يُونُس عَن الزُّهْرِيّ

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست