responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 484
تَنْبِيه قَوْله فَأَخَاف أَن تفتنني فِي رِوَايَتِنَا بِكَسْرِ الْمُثَنَّاةِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ وَفِي رِوَايَةِ الْبَاقِينَ بِإِظْهَارِ النُّونِ الْأُولَى وَهُوَ بِفَتْحِ أَوله من الثلاثي ق

(وَله بَابُ إِنْ صَلَّى فِي ثَوْبٍ مُصَلَّبٍ)
بِفَتْحِ اللَّامِ الْمُشَدَّدَةِ أَيْ فِيهِ صُلْبَانٌ مَنْسُوجَةٌ أَوْ مَنْقُوشَةٌ أَوْ تَصَاوِيرُ أَيْ فِي ثَوْبٍ ذِي تَصَاوِيرَ كَأَنَّهُ حَذَفَ الْمُضَافَ لِدَلَالَةِ الْمَعْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ هُوَ عَطْفٌ عَلَى ثَوْبِ لَا عَلَى مُصَلَّبٍ وَالتَّقْدِيرُ أَوْ صَلَّى فِي تَصَاوِيرَ وَوَقَعَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ أَوْ بِتَصَاوِيرَ وَهُوَ يُرَجِّحُ الِاحْتِمَالَ الْأَوَّلَ وَعِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ فِي ثَوْبٍ مُصَلَّبٍ أَوْ مُصَوَّرٍ قَوْلُهُ هَلْ تَفْسُدُ صَلَاتُهُ جَرَى الْمُصَنِّفُ عَلَى قَاعِدَتِهِ فِي تَرْكِ الْجَزْمِ فِيمَا فِيهِ اخْتِلَافٌ وَهَذَا مِنَ الْمُخْتَلَفِ فِيهِ وَهَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ النَّهْيَ هَلْ يَقْتَضِي الْفَسَادَ أَمْ لَا وَالْجُمْهُورُ إِنْ كَانَ لِمَعْنًى فِي نَفْسِهِ اقْتَضَاهُ وَإِلَّا فَلَا قَوْلُهُ وَمَا يُنْهَى مِنْ ذَلِكَ أَيْ وَمَا يُنْهَى عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَمَا يُنْهَى عَنْ ذَلِكَ وَظَاهِرُ حَدِيثِ الْبَابِ لَا يُوَفِّي بِجَمِيعِ مَا تَضَمَّنَتْهُ التَّرْجَمَةُ إِلَّا بَعْدَ التَّأَمُّلِ لِأَنَّ السِّتْرَ وَإِنْ كَانَ ذَا تَصَاوِيرٍ لَكِنَّهُ لَمْ يَلْبَسْهُ وَلَمْ يَكُنْ مُصَلَّبًا وَلَا نُهِيَ عَنِ الصَّلَاةِ فِيهِ صَرِيحًا وَالْجَوَابُ أَمَّا أَوَّلًا فَإِنَّ مَنْعَ لُبْسِهِ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى وَأَمَّا ثَانِيًا فَبِإِلْحَاقِ الْمُصَلَّبِ بِالْمُصَوَّرِ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا قَدْ عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى وَأَمَّا ثَالِثًا فَالْأَمْرُ بِالْإِزَالَةِ مُسْتَلْزِمٌ لِلنَّهْيِ عَنِ الِاسْتِعْمَالِ ثُمَّ ظَهَرَ لِي أَنَّ الْمُصَنِّفَ أَرَادَ بِقَوْلِهِ مُصَلَّبٌ الْإِشَارَةَ إِلَى مَا وَرَدَ فِي بَعْضِ طُرُقِ هَذَا الْحَدِيثِ كَعَادَتِهِ وَذَلِكَ فِيمَا أَخْرَجَهُ فِي اللِّبَاسِ مِنْ طَرِيقِ عِمْرَانَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصْلِيبٌ إِلَّا نَقَضَهُ وَلِلْإِسْمَاعِيلِيِّ سِتْرًا أَوْ ثَوْبًا

[374] قَوْلُهُ عَبْدُ الْوَارِثِ هُوَ بن سَعِيدٍ وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ بَصْرِيُّونَ قَوْلُهُ قِرَامٌ بِكَسْرِ الْقَافِ وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ سِتْرٌ رَقِيقٌ مِنْ صُوفٍ ذُو أَلْوَانٍ قَوْلُهُ أَمِيطِي أَيْ أَزِيلِي وَزْنًا وَمَعْنًى قَوْلُهُ لَا تَزَالُ تَصَاوِيرُ كَذَا فِي رِوَايَتِنَا وَلِلْبَاقِينَ بِإِثْبَاتِ الضَّمِيرِ وَالْهَاءِ فِي رِوَايَتِنَا فِي فَإِنَّهُ ضَمِيرُ الشَّأْنِ وَعَلَى الْأُخْرَى يُحْتَمَلُ أَنْ تَعُودَ عَلَى الثَّوْبِ قَوْلُهُ تَعْرِضُ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ الرَّاءِ أَيْ تَلُوحُ وَلِلْإِسْمَاعِيلِيِّ تَعَرَّضُ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ أَصْلُهُ تَتَعَرَّضُ وَدَلَّ الْحَدِيثُ عَلَى أَنَّ الصَّلَاةَ لَا تَفْسُدُ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقْطَعْهَا وَلَمْ يُعِدْهَا وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ اللِّبَاسِ بَقِيَّةُ الْكَلَامِ عَلَى طُرُقِ حَدِيثِ عَائِشَةَ فِي هَذَا وَالتَّوْفِيقُ بَيْنَ مَا ظَاهِرُهُ الِاخْتِلَافُ مِنْهَا إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى وَالله أعلم

أَيْضا هُوَ آيَة من آيَات الله تمشي على ظهر الأَرْض وَقَالَ الْحُسَيْن بن حُرَيْث لَا أعلم أَنِّي رَأَيْت مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل كَأَنَّهُ لم يخلق إِلَّا للْحَدِيث وَقَالَ أَحْمد بن الضَّوْء سَمِعت أَبَا بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن نمير يَقُولَانِ مَا رَأينَا مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَكَانَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة يُسَمِّيه البازل يَعْنِي الْكَامِل وَقَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ كَانَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل عِنْد عبد الله بن مُنِير فَقَالَ لَهُ لما قَامَ يَا أَبَا عبد الله جعلك الله زين هَذِه الْأمة قَالَ أَبُو عِيسَى فَاسْتَجَاب الله تَعَالَى فِيهِ وَقَالَ أَبُو عبد الله الْفربرِي رَأَيْت عبد الله بن مُنِير يكْتب عَن البُخَارِيّ وسمعته يَقُول أَنا من تلامذته قلت عبد الله بن مُنِير من شُيُوخ البُخَارِيّ قد حدث عَنهُ فِي الْجَامِع الصَّحِيح وَقَالَ لم أر مثله وَكَانَت وَفَاته سنة مَاتَ أَحْمد بن حَنْبَل وَقَالَ مُحَمَّد بن أبي حَاتِم الْوراق سَمِعت يحيى بن جَعْفَر البيكندي يَقُول لَو قدرت أَن أَزِيد من عمري فِي عمر مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل لفَعَلت فَإِن موتِي يكون موت رجل وَاحِد وَمَوْت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فِيهِ ذهَاب الْعلم وَقَالَ أَيْضا سمعته يَقُول لَهُ لَوْلَا أَنْت مَا استطبت الْعَيْش ببخارى وَقَالَ عبد الله بن مُحَمَّد المسندي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل إِمَام فَمن لم يَجعله إِمَامًا فاتهمه وَقَالَ أَيْضا حفاظ زَمَاننَا ثَلَاثَة فَبَدَأَ بالبخاري وَقَالَ عَليّ بن حجر أخرجت خُرَاسَان ثَلَاثَة البُخَارِيّ فَبَدَأَ بِهِ قَالَ وَهُوَ أبصرهم وأعلمهم بِالْحَدِيثِ وأفقههم قَالَ وَلَا أعلم أحدا مثله وَقَالَ أَحْمد بن إِسْحَاق السرماري من أَرَادَ أَن ينظر إِلَى فَقِيه بِحقِّهِ وَصدقه فَلْينْظر إِلَى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ حاشد رَأَيْت عَمْرو بن زُرَارَة وَمُحَمّد بن رَافع عِنْد مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وهما يسألانه عَن علل الحَدِيث فَلَمَّا قاما قَالَا لمن حضر الْمجْلس لَا تخدعوا عَن أبي عبد الله فَإِنَّهُ أفقه منا وَأعلم وَأبْصر قَالَ وَكُنَّا يَوْمًا عِنْد إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَعَمْرو بن زُرَارَة وَهُوَ يستملي على أبي عبد الله وَأَصْحَاب الحَدِيث يَكْتُبُونَ عَنهُ وَإِسْحَاق يَقُول هُوَ أبْصر مني وَكَانَ أَبُو عبد الله إِذْ ذَاك شَابًّا وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ أَخْبرنِي عبد الله بن مُحَمَّد الفرهياني قَالَ حضرت مجْلِس بن أشكاب فَجَاءَهُ رجل ذكر اسْمه من الْحفاظ فَقَالَ مَا لنا بِمُحَمد بن إِسْمَاعِيل من طَاقَة فَقَامَ بن أشكاب وَترك الْمجْلس غَضبا من التَّكَلُّم فِي حق مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ عبد الله بن مُحَمَّد بن سعيد بن جَعْفَر لما مَاتَ أَحْمد بن حَرْب النَّيْسَابُورِي ركب إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل يشيعان جنَازَته وَكنت أسمع أهل الْمعرفَة ينظرُونَ وَيَقُولُونَ مُحَمَّد أفقه من إِسْحَاق ذكر * (* طرف من ثَنَاء أقرانه وَطَائِفَة من أَتْبَاعه عَلَيْهِ تَنْبِيها بِالْبَعْضِ على الْكل *) * قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ لم تخرج خُرَاسَان قطّ أحفظ من مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَلَا قدم مِنْهَا إِلَى الْعرَاق أعلم مِنْهُ وَقَالَ مُحَمَّد بن حُرَيْث سَأَلت أَبَا زرْعَة عَن أبي لَهِيعَة فَقَالَ لي تَركه أَبُو عبد الله يَعْنِي البُخَارِيّ وَقَالَ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبيد الْمَعْرُوف بالعجلي مَا رَأَيْت مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَمُسلم حَافظ وَلكنه لم يبلغ مبلغ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل قَالَ الْعجلِيّ وَرَأَيْت أَبَا زرْعَة وَأَبا حَاتِم يستمعان إِلَيْهِ وَكَانَ أمة من الْأُمَم دينا فَاضلا يحسن كل شَيْء وَكَانَ أعلم من مُحَمَّد بن يحيى الذهلي بِكَذَا وَكَذَا وَقَالَ عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدَّارمِيّ قد رَأَيْت الْعلمَاء بالحرمين والحجاز وَالشَّام وَالْعراق فَمَا رَأَيْت فيهم أجمع من مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ أَيْضا هُوَ أعلمنَا وأفقهنا وأكثرنا طلبا وَسُئِلَ الدَّارمِيّ عَن حَدِيث وَقيل لَهُ إِن البُخَارِيّ صَححهُ فَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل أبْصر مني وَهُوَ أَكيس خلق الله عقل عَن الله

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 484
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست