responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 420
(قَوْلُهُ بَابُ إِقْبَالِ الْمَحِيضِ وَإِدْبَارِهِ)
اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ إِقْبَالَ الْمَحِيضِ يُعْرَفُ بِالدُّفْعَةِ مِنَ الدَّمِ فِي وَقْتِ إِمْكَانِ الْحَيْضِ وَاخْتَلَفُوا فِي إِدْبَارِهِ فَقِيلَ يُعْرَفُ بِالْجُفُوفِ وَهُوَ أَنْ يَخْرُجَ مَا يُحْتَشَى بِهِ جَافًّا وَقِيلَ بِالْقَصَّةِ الْبَيْضَاءِ وَإِلَيْهِ مَيْلُ الْمُصَنِّفِ كَمَا سَنُوَضِّحُهُ قَوْلُهُ وَكُنَّ هُوَ بِصِيغَة جمع الْمُؤَنَّث وَنسَاء بِالرَّفْعِ وَهُوَ بَدَلٌ مِنَ الضَّمِيرِ نَحْوَ أَكَلُونِي الْبَرَاغِيثُ وَالتَّنْكِيرُ فِي نِسَاءٍ لِلتَّنْوِيعِ أَيْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ نَوْعٍ مِنَ النِّسَاءِ لَا مِنْ كُلِّهِنَّ وَهَذَا الْأَثَرُ قَدْ رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ الْمَدَنِيِّ عَنْ أُمِّهِ وَاسْمُهَا مَرْجَانَةُ مَوْلَاةُ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النِّسَاءُ قَوْلُهُ بِالدِّرَجَةِ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَفَتْحِ الرَّاءِ وَالْجِيمِ جَمْعُ دُرْجٍ بِالضَّمِّ ثُمَّ السُّكُونِ قَالَ بن بطال كَذَا يرويهِ أَصْحَاب الحَدِيث وَضَبطه بن عَبْدِ الْبَرِّ فِي الْمُوَطَّأِ بِالضَّمِّ ثُمَّ السُّكُونِ وَقَالَ إِنَّهُ تَأْنِيثُ دُرْجٍ وَالْمُرَادُ بِهِ مَا تَحْتَشِي بِهِ الْمَرْأَةُ مِنْ قُطْنَةٍ وَغَيْرِهَا لِتَعْرِفَ هَلْ بَقِيَ مِنْ أَثَرِ الْحَيْضِ شَيْءٌ أَمْ لَا قَوْلُهُ الْكُرْسُفُ بِضَمِّ الْكَافِ وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ بَيْنَهُمَا رَاءٌ سَاكِنَةٌ هُوَ الْقُطْنُ قَوْلُهُ فِيهِ الصُّفْرَةُ زَادَ مَالِكٌ مِنْ دَمِ الْحَيْضَةِ قَوْلُهُ فَتَقُولُ أَيْ عَائِشَةُ وَالْقَصَّةُ بِفَتْحِ الْقَافِ وَتَشْدِيدِ الْمُهْمَلَةِ هِيَ النُّورَةُ أَيْ حَتَّى تَخْرُجَ الْقُطْنَةُ بَيْضَاءَ نَقِيَّةً لَا يُخَالِطُهَا صُفْرَةٌ وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الصُّفْرَةَ وَالْكُدْرَةَ فِي أَيَّامِ الْحَيْضِ حَيْضٌ وَأَمَّا فِي غَيْرِهَا فَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى ذَلِكَ فِي بَابٍ مُفْرَدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَفِيهِ أَنَّ الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ عَلَامَةٌ لِانْتِهَاءِ الْحَيْضِ وَيَتَبَيَّنُ بِهَا ابْتِدَاءُ الطُّهْرِ وَاعْتُرِضَ عَلَى مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ يُعْرَفُ بِالْجُفُوفِ بِأَنَّ الْقُطْنَةَ قَدْ تَخْرُجُ جَافَّةً فِي أَثْنَاءِ الْأَمْرِ فَلَا يَدُلُّ ذَلِكَ عَلَى انْقِطَاعِ الْحَيْضِ بِخِلَافِ الْقَصَّةِ وَهِيَ مَاءٌ أَبْيَضُ يَدْفَعُهُ الرَّحِمُ عِنْدَ انْقِطَاعِ الْحَيْضِ قَالَ مَالِكٌ سَأَلْتُ النِّسَاءَ عَنْهُ فَإِذَا هُوَ أَمْرٌ مَعْلُومٌ عِنْدَهُنَّ يَعْرِفْنَهُ عِنْدَ الطُّهْرِ قَوْلُهُ وَبَلَغَ ابْنةَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ كَذَا وَقَعَتْ مُبْهَمَةً هُنَا وَكَذَا فِي الْمُوَطَّأِ حَيْثُ رُوِيَ هَذَا الْأَثَرُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَيِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَمَّتِهِ عَنْهَا وَقَدْ ذَكَرُوا لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ مِنَ الْبَنَاتِ حَسَنَةَ وَعَمْرَةَ وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَغَيْرَهُنَّ وَلَمْ أَرَ لِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ رِوَايَةً إِلَّا لِأُمِّ كُلْثُومٍ وَكَانَتْ زَوْجَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَكَأَنَّهَا هِيَ الْمُبْهَمَةُ هُنَا وَزَعَمَ بَعْضُ الشُّرَّاح أَنَّهَا أم سعد قَالَ لِأَن بن عَبْدِ الْبَرِّ ذَكَرَهَا فِي الصَّحَابَةِ انْتَهَى وَلَيْسَ فِي ذكره لَهَا دَلِيل على الْمُدَّعِي لِأَنَّهُ لَمْ يَقُلْ إِنَّهَا صَاحِبَةُ هَذِهِ الْقِصَّةِ بَلْ لَمْ يَأْتِ لَهَا ذِكْرٌ عِنْدَهُ وَلَا عِنْدَ غَيْرِهِ إِلَّا مِنْ طَرِيقِ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

بعْدهَا فَكَانَ قد تغير وفيهَا سمع مِنْهُ أَحْمد بن شبويه فِيمَا حكى الْأَثْرَم عَن أَحْمد وَإِسْحَاق الديري وَطَائِفَة من شُيُوخ أبي عوَانَة وَالطَّبَرَانِيّ مِمَّن تَأَخّر إِلَى قرب الثَّمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْبَاقُونَ ع عبد السَّلَام بن حَرْب الْملَائي الْكُوفِي أَبُو بكر وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَالتِّرْمِذِيّ وَيَعْقُوب بن شيبَة وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْعجلِي وَزَاد كَانَ البغداديون يستنكرون بعض حَدِيثه والكوفيون أعلم بِهِ وَقَالَ بن سعد كَانَ فِيهِ ضعف وَقَالَ يحيى بن معِين لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كُنَّا ننكر مِنْهُ شَيْئا كَانَ لَا يَقُول حَدثنَا إِلَّا فِي حَدِيث أَو حديثين وَقيل لِابْنِ الْمُبَارك فِيهِ فَقَالَ مَا تحملنِي رجْلي إِلَيْهِ قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حديثان أَحدهمَا فِي الطَّلَاق بمتابعة الْأنْصَارِيّ لَهُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ فِي الْإِحْدَاد وَالثَّانِي فِي الْمَغَازِي فِي بَاب قدوم أبي مُوسَى والأشعريين بمتابعة حَمَّاد بن زيد وَغير وَاحِد كلهم عَن أَيُّوب عَن أبي قلَابَة عَن زَهْدَم الْجرْمِي عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فَتبين أَنه لم يحْتَج بِهِ وروى لَهُ الْبَاقُونَ ع عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم سَلمَة بن دِينَار أَبُو تَمام الْمدنِي وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وبن معِين وَالْعجلِي وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لم يكن يعرف بِطَلَب الحَدِيث إِلَّا كتب أَبِيه فَإِنَّهُم يَقُولُونَ إِنَّه سَمعهَا وَيُقَال أَن كتب سُلَيْمَان بن بِلَال وَقعت إِلَيْهِ وَلم يسْمعهَا وَقَالَ بن أبي خَيْثَمَة عَن مُصعب الزبيرِي كَانَ قد سمع من سُلَيْمَان فَلَمَّا مَاتَ سُلَيْمَان أوصى إِلَيْهِ بكتبه وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَالح الحَدِيث وَيُقَال لم يكن بِالْمَدِينَةِ بعد مَالك أفقه مِنْهُ قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة خَ د ت ق عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن يحيى بن عَمْرو بن أويس بن سعد بن أبي سرح العامري الأويسي الْمدنِي من كبار شُيُوخ البُخَارِيّ قدمه أَبُو حَاتِم على يحيى بن أبي بكير فِي الْمُوَطَّأ وَقَالَ هُوَ صَدُوق وَوَثَّقَهُ يَعْقُوب بن شيبَة وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ حجَّة وَقَالَ الخليلي اتَّفقُوا على توثيقه لَكِن وَقع فِي سُؤَالَات أبي عبيد الْآجُرِيّ عَن أبي دَاوُد قَالَ عبد الْعَزِيز الأويسي ضَعِيف فَإِن كَانَ عني هَذَا فَفِيهِ نظر لِأَنَّهُ قد وَثَّقَهُ فِي مَوضِع آخر وروى عَن هَارُون الْحمال عَنهُ وَلَعَلَّه ضعف رِوَايَة مُعينَة لَهُ وهم فِيهَا أَو ضعف آخر اتّفق مَعَه فِي اسْمه وَفِي الْجُمْلَة فَهُوَ جرح مَرْدُود ع عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن مَرْوَان الْأمَوِي نزيل الْمَدِينَة وَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو زرْعَة وبن عمار وَزَاد لَيْسَ بَين النَّاس فِيهِ اخْتِلَاف وَحكى الْخطابِيّ عَن أَحْمد أَنه قَالَ لَيْسَ هُوَ من أهل الْحِفْظ يَعْنِي بذلك سَعَة الْمَحْفُوظ وَإِلَّا فقد قَالَ يحيى بن معِين هُوَ ثَبت روى شَيْئا يَسِيرا وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَقَالَ مَيْمُون بن الْأَصْبَغ عَن أبي مسْهر ضَعِيف الحَدِيث وَقَالَ يَعْقُوب بن سُفْيَان حَدثنَا أَبُو نعيم حَدثنَا عبد الْعَزِيز وَهُوَ ثِقَة قلت لَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ فِي تَفْسِير سُورَة الْمَائِدَة من رِوَايَة مُحَمَّد بن بشر عَنهُ عَن نَافِع عَن بن عمر قَالَ نزل تَحْرِيم الْخمر وَلَيْسَ فِي الْمَدِينَة سوى خَمْسَة أشربة الحَدِيث وَلِهَذَا شَاهد من حَدِيث عمر بن الْخطاب وروى لَهُ الْبَاقُونَ ع عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أبي عبيد الدَّرَاورْدِي أَبُو مُحَمَّد الْمدنِي أحد مشاهير الْمُحدثين وَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَقَالَ أَحْمد كَانَ مَعْرُوفا بِالطَّلَبِ وَإِذا حدث من كِتَابه فَهُوَ صَحِيح وَإِذا حدث من كتب النَّاس وهم وَكَانَ يقْرَأ من كتبهمْ فيخطئ وَرُبمَا قلب حَدِيث عبد الله بن عمر يَرْوِيهَا عَن عبيد الله بن عَمْرو قَالَ أَبُو زرْعَة كَانَ سيء الْحِفْظ وَرُبمَا حدث من حفظا السيء فيخطئ وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَحَدِيثه عَن عبيد الله بن عمر مُنكر وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ السَّاجِي كَانَ من أهل الصدْق وَالْأَمَانَة إِلَّا أَنه كثير الْوَهم وَقَالَ بن سعد كَانَ ثِقَة كثير الحَدِيث يغلط قلت روى لَهُ البُخَارِيّ حديثين قرنه فيهمَا بِعَبْد الْعَزِيز بن أبي حَازِم وَغَيره وَأَحَادِيث يسيرَة أفرده لكنه أوردهَا بِصِيغَة التَّعْلِيق فِي المتابعات وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ ع عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ بن معِين فِي رِوَايَة بن الْجُنَيْد وَغَيره وَقَالَ

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست