responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 369
(

قَوْله بَاب الْغسْل مرّة وَاحِدَة)
قَالَ بن بَطَّالٍ يُسْتَفَادُ ذَلِكَ مِنْ

[257] قَوْلِهِ ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى جَسَدِهِ لِأَنَّهُ لَمْ يُقَيَّدْ بِعَدَدٍ فَيُحْمَلُ عَلَى أَقَلِّ مَا يُسَمَّى وَهُوَ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ لِأَنَّ الْأَصْلَ عَدَمُ الزِّيَادَةِ عَلَيْهَا قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عبد الْوَاحِد هُوَ بن زِيَادٍ وَبَاقِي الْإِسْنَادِ وَالْمَتْنِ تَقَدَّمَ فِي بَابِ الْوُضُوءِ قَبْلَ الْغُسْلِ قَوْلُهُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ فَغَسَلَ يَدَهُ وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا الشَّكُّ مِنَ الْأَعْمَشِ كَمَا سَيَأْتِي مِنْ رِوَايَةِ أَبِي عَوَانَةَ عَنْهُ وَغَفَلَ الْكِرْمَانِيُّ فَقَالَ الشَّكُّ مِنْ مَيْمُونَةَ قَوْلُهُ مَذَاكِيرَهُ هُوَ جَمْعُ ذَكَرٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَقِيلَ وَاحِدُهُ مِذْكَارٌ وَكَأَنَّهُمْ فَرَّقُوا بَيْنَ الْعُضْوِ وَبَيْنَ خِلَافِ الْأُنْثَى قَالَ الْأَخْفَشُ هُوَ مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَا وَاحِدَ لَهُ وَقيل وَاحِدَة مذكار وَقَالَ بن خَرُوفٍ إِنَّمَا جَمْعُهُ مَعَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْجَسَدِ إِلَّا وَاحِدٌ بِالنَّظَرِ إِلَى مَا يَتَّصِلُ بِهِ وَأَطْلَقَ عَلَى الْكُلِّ اسْمَهُ فَكَأَنَّهُ جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنَ الْمَجْمُوعِ كَالذَّكَرِ فِي حُكْمِ الْغُسْلِ

(قَوْلُهُ بَابُ مَنْ بَدَأَ بِالْحِلَابِ أَوْ الطِّيبِ عِنْدَ الْغُسْلِ)
مُطَابَقَةُ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ لِحَدِيثِ الْبَابِ أَشْكَلَ أَمْرُهَا قَدِيمًا وَحَدِيثًا عَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ فَمِنْهُمْ مَنْ نَسَبَ الْبُخَارِيَّ فِيهَا إِلَى الْوَهْمِ وَمِنْهُمْ مَنْ ضَبَطَ لَفْظَ الْحِلَابِ عَلَى غَيْرِ الْمَعْرُوفِ فِي الرِّوَايَةِ لِتَتَّجِهَ الْمُطَابَقَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ تَكَلَّفَ لَهَا تَوْجِيهًا مِنْ غَيْرِ تَغْيِيرٍ فَأَمَّا الطَّائِفَةُ الْأُولَى فَأَوَّلُهُمُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ فَإِنَّهُ قَالَ فِي مُسْتَخْرَجِهِ رَحِمَ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي الْبُخَارِيَّ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْلَمُ مِنَ الْغَلَطِ سَبَقَ إِلَى قَلْبِهِ أَنَّ الْحِلَابَ طِيبٌ وَأَيُّ مَعْنًى لِلطِّيبِ عِنْدَ الِاغْتِسَالِ قَبْلَ الْغُسْلِ وَإِنَّمَا الْحِلَابُ إِنَاءٌ وَهُوَ مَا يُحْلَبُ فِيهِ يُسَمَّى حِلَابًا وَمِحْلَبًا قَالَ وَفِي تَأَمُّلِ طُرُقِ هَذَا الْحَدِيثِ بَيَانُ ذَلِكَ حَيْثُ جَاءَ فِيهِ كَانَ يَغْتَسِلُ مِنْ حِلَابٍ انْتَهَى وَهِيَ رِوَايَة بن خُزَيْمَة وبن حِبَّانَ أَيْضًا وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي شَرْحِ أَبِي دَاوُدَ الْحِلَابُ إِنَاءٌ يَسَعُ قَدْرَ حَلْبِ نَاقَةٍ قَالَ وَقَدْ ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ وَتَأَوَّلَهُ عَلَى اسْتِعْمَالِ الطِّيبِ فِي الطَّهُورِ وَأَحْسَبُهُ تَوَهَّمَ أَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ الْمِحْلَبُ الَّذِي يُسْتَعْمَلُ فِي غَسْلِ الْأَيْدِي وَلَيْسَ الْحِلَابُ مِنَ الطِّيبِ فِي شَيْءٍ وَإِنَّمَا هُوَ مَا فَسَّرْتُ لَكَ قَالَ وَقَالَ الشَّاعِرُ صَاحِ هَلْ رَيْتَ أَوْ سَمِعْتَ بِرَاعٍ رَدَّ فِي الضَّرْعِ مَا فَرَى فِي الْحِلَابِ وَتَبِعَ الْخطابِيّ بن قرقول فِي الْمطَالع وبن الْجَوْزِيِّ وَجَمَاعَةٌ وَأَمَّا الطَّائِفَةُ الثَّانِيَةُ فَأَوَّلُهُمُ الْأَزْهَرِيُّ قَالَ فِي التَّهْذِيبِ الْحِلَابُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ضَبَطَهُ جَمَاعَةٌ بِالْمُهْمَلَةِ وَاللَّامِ الْخَفِيفَةِ أَيْ مَا يُحْلَبُ فِيهِ كَالْمِحْلَبِ فَصَحَّفُوهُ وَإِنَّمَا هُوَ الْجُلَّابُ بِضَمِّ الْجِيمِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ وَهُوَ مَاءُ الْوَرْدِ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَقَدْ أَنْكَرَ جَمَاعَةٌ عَلَى الْأَزْهَرِيِّ هَذَا مِنْ جِهَةِ أَنَّ الْمَعْرُوفَ فِي الرِّوَايَةِ بِالْمُهْمَلَةِ وَالتَّخْفِيفِ وَمِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى أَيْضًا قَالَ بن الْأَثِيرِ لِأَنَّ الطِّيبَ يُسْتَعْمَلُ بَعْدَ الْغُسْلِ أَلْيَقُ مِنْهُ قَبْلَهُ وَأَوْلَى لِأَنَّهُ إِذَا بَدَأَ بِهِ ثُمَّ اغْتَسَلَ أَذْهَبَهُ الْمَاءُ وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ فِي الْكَلَامِ عَلَى غَرِيبِ الصَّحِيحَيْنِ ضَمَّ مُسْلِمٌ هَذَا الْحَدِيثَ مَعَ حَدِيثِ الْفَرَقِ وَحَدِيثِ قَدْرِ الصَّاعِ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ فَكَأَنَّهُ تَأَوَّلَهَا عَلَى الْإِنَاءِ وَأَمَّا الْبُخَارِيُّ فَرُبَّمَا

لَكِن فِي سِيَاق الْخَبَر مَا يدل على أَن نَافِعًا حمله عَن عبد الله بن عمر فقد قدمنَا مرَارًا أَن البُخَارِيّ يعْتَمد مثل ذَلِك إِذا ترجح بالقرائن أَن الرَّاوِي أَخذه عَن الشَّيْخ الْمَذْكُور فِي السِّيَاق وَالله أعلم وَقد أوردهُ أَبُو نعيم من طَرِيق أُخْرَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ بن عمر فَذكر نَحوه وَأتم مِنْهُ الحَدِيث الثَّالِث وَالسِّتُّونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث جرير عَن يحيى بن سعيد عَن معَاذ بن رِفَاعَة عَن أَبِيه وَكَانَ أَبوهُ من أهل بدر حَدِيث مَا تَعدونَ من شهد بَدْرًا فِيكُم وَأخرجه من حَدِيث حَمَّاد وَيزِيد بن هَارُون مَعًا عَن يحيى بن سعيد عَن معَاذ مُرْسلا وَلم يسْندهُ غير جرير وَقد خَالفه الثَّوْريّ فَقَالَ عَن يحيى عَن عَبَايَة بن رِفَاعَة عَن رَافع بن خديج قلت سِيَاق البُخَارِيّ يُعْطي أَن طَرِيق حَمَّاد مُتَّصِلَة فَإِنَّهُ قَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان يَعْنِي بن حَرْب حَدثنَا حَمَّاد يَعْنِي بن زيد عَن يحيى هُوَ بن سعيد عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ وَكَانَ رِفَاعَة من أهل بدر وَكَانَ رَافع من أهل الْعقبَة وَكَانَ يَقُول لِابْنِهِ يَعْنِي لِرفَاعَة مَا يسرني أَنِّي شهِدت بَدْرًا بِالْعقبَةِ قَالَ سَأَلَ جِبْرِيلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وروى بن مَنْدَه فِي الْمعرفَة من طَرِيق عمَارَة بن غزيَّة عَن يحيى بن سعيد عَن رِفَاعَة بن رَافع كَذَا عِنْده وَلَعَلَّه عَن بن رِفَاعَة بن رَافع قَالَ سَمِعت أبي يَقُول إِن جِبْرِيل قَالَ وَهَذَا يُقَوي رِوَايَة جرير فِي الْجُمْلَة وَالله أعلم وَأما حَدِيث الثَّوْريّ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ فَرَوَاهُ بن ماجة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأحمد بن حَنْبَل وَالطَّبَرَانِيّ وبن حبَان من طَرِيقه وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو يعلى من حَدِيث عَليّ بن مسْهر عَن يحيى بن سعيد بِهِ وَهُوَ حَدِيث آخر غير حَدِيث رِفَاعَة بن رَافع وَالله أعلم الحَدِيث الرَّابِع وَالسِّتُّونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَخْرَجَا حَدِيث مَالك عَن يزِيد بن رُومَان عَن صَالح بن خَوات عَمَّن صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاة الْخَوْف وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث شُعْبَة عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ أبي حثْمَة وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث يحيى بن سعيد عَن الْقَاسِم عَن صَالح عَن سهل مَوْقُوفا قلت وَاخْتلف فِيهِ على صَالح اخْتِلَافا آخر فَقيل عَنهُ عَن أَبِيه وَهَذِه رِوَايَة أبي أويس عَن يزِيد بن رُومَان أخرجهَا بن مَنْدَه فِي الْمعرفَة فَيحْتَمل أَن يُفَسر بِهِ الْمُبْهم فِي رِوَايَة مَالك وَأما تعَارض الرّفْع وَالْوَقْف فِي حَدِيث سهل فالرفع مَشْهُور عَنهُ وَالله أعلم الحَدِيث الْخَامِس وَالسِّتُّونَ قَالَ أَبُو عَليّ الجياني أخرج البُخَارِيّ حَدِيث شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَة قَالَ شَهِدنَا خَيْبَرَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لرجل مِمَّن يَدعِي الْإِسْلَام هَذَا من أهل النَّار الحَدِيث قَالَ وَتَابعه معمر وَقَالَ شُعَيْب عَن يُونُس عَن الزُّهْرِيّ أَخْبرنِي بن الْمسيب وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن كَعْب أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ وَقَالَ بن الْمُبَارك عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي مُرْسلا وَتَابعه صَالح عَن الزُّهْرِيّ وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن كَعْب أخبرهُ عَن عبد الله بن كَعْب قَالَ حَدثنِي مَنْ شَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ قَالَ الزُّهْرِيُّ وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَسَعِيدٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى قَالَ وَكَلَامه فِيهِ اخْتِصَار وَحذف لَا يفهم المُرَاد مِنْهُ وَفِيه وهم فِي قَوْله قَالَ الزُّهْرِيُّ وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَسَعِيدٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّ عَبْدَ الله بن عبد الله لَا يعرف وَالصَّوَاب إِن شَاءَ الله عبد الرَّحْمَن بن عبد الله وَهُوَ بن كَعْب قَالَ وَكنت أَظن أَن الْوَهم فِيهِ مِمَّن دون البُخَارِيّ إِلَى أَن رَأَيْته فِي التَّارِيخ قد سَاقه كَمَا سَاقه فِي الصَّحِيح سَوَاء قلت الْخطب فِيهِ يسير من سبق

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست