responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 110
(قَوْلُهُ بَابُ خَوْفِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ)
هَذَا الْبَابُ مَعْقُودٌ لِلرَّدِّ عَلَى الْمُرْجِئَةِ خَاصَّةً وَإِنْ كَانَ أَكْثَرُ مَا مَضَى مِنَ الْأَبْوَابِ قَدْ تَضَمَّنَ الرَّدَّ عَلَيْهِمْ لَكِنْ قَدْ يَشْرَكُهُمْ غَيْرُهُمْ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ فِي شَيْءٍ مِنْهَا بِخِلَافِ هَذَا وَالْمُرْجِئَةُ بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِ الْجِيمِ بَعْدَهَا يَاءٌ مَهْمُوزَةٌ وَيَجُوزُ تَشْدِيدُهَا بِلَا هَمْزٍ نُسِبُوا إِلَى الْإِرْجَاءِ وَهُوَ التَّأْخِيرُ لِأَنَّهُمْ أَخَّرُوا الْأَعْمَالَ عَنِ الْإِيمَانِ فَقَالُوا الْإِيمَانُ هُوَ التَّصْدِيقُ بِالْقَلْبِ فَقَطْ وَلَمْ يَشْتَرِطْ جُمْهُورُهُمُ النُّطْقَ وَجَعَلُوا لِلْعُصَاةِ اسْمَ الْإِيمَانِ عَلَى الْكَمَالِ وَقَالُوا لَا يَضُرُّ مَعَ الْإِيمَانِ ذَنْبٌ أَصْلًا وَمَقَالَاتُهُمْ مَشْهُورَةٌ فِي كُتُبِ الْأُصُولِ وَمُنَاسَبَةُ إِيرَادِ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ عَقِبَ الَّتِي قَبْلَهَا مِنْ جِهَةِ أَنَّ اتِّبَاعَ الْجِنَازَةِ مَظِنَّةٌ لِأَنْ يُقْصَدَ بِهَا مُرَاعَاةُ أَهْلِهَا أَوْ مَجْمُوعُ الْأَمْرَيْنِ وَسِيَاقُ الْحَدِيثِ يَقْتَضِي أَنَّ الْأَجْرَ الْمَوْعُودَ بِهِ إِنَّمَا يَحْصُلُ لِمَنْ صَنَعَ ذَلِكَ احْتِسَابًا أَيْ خَالِصًا فَعَقَّبَهُ بِمَا يُشِيرُ إِلَى أَنَّهُ قَدْ يَعْرِضُ لِلْمَرْءِ مَا يُعَكِّرُ عَلَى قَصْدِهِ الْخَالِصِ فَيُحْرَمَ بِهِ الثَّوَابُ الْمَوْعُودُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ فَقَوْلُهُ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ أَيْ يُحْرَمُ ثَوَابَ عَمَلِهِ لِأَنَّهُ لَا يُثَابُ إِلَّا عَلَى مَا أَخْلَصَ فِيهِ وَبِهَذَا التَّقْرِيرِ يَنْدَفِعُ اعْتِرَاضُ مَنِ اعْتَرَضَ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ يُقَوِّي مَذْهَبَ الْإِحْبَاطِيَّةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ إِنَّ السَّيِّئَاتِ يُبْطِلْنَ الْحَسَنَاتِ وَقَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ فِي الرَّدِّ عَلَيْهِمْ الْقَوْلُ الْفَصْلُ فِي هَذَا أَنَّ الْإِحْبَاطَ إِحْبَاطَانِ أَحَدُهُمَا إِبْطَالُ الشَّيْءِ لِلشَّيْءِ وَإِذْهَابُهُ جُمْلَةً كَإِحْبَاطِ الْإِيمَانِ لِلْكُفْرِ وَالْكُفْرِ لِلْإِيمَانِ وَذَلِكَ فِي الْجِهَتَيْنِ إِذْهَابٌ حَقِيقِيٌّ ثَانِيهُمَا إِحْبَاطُ الْمُوَازَنَةِ إِذَا جُعِلَتِ الْحَسَنَاتُ فِي كِفَّةٍ وَالسَّيِّئَاتُ فِي كِفَّةٍ فَمَنْ رَجَحَتْ حَسَنَاتُهُ نَجَا وَمَنْ رَجَحَتْ سَيِّئَاتُهُ وُقِفَ فِي الْمَشِيئَةِ إِمَّا أَنْ يُغْفَرَ لَهُ وَإِمَّا أَنْ يُعَذَّبَ فَالتَّوْقِيفُ إِبْطَالٌ مَا لِأَنَّ تَوْقِيفَ الْمَنْفَعَةِ فِي وَقْتِ الْحَاجَةِ إِلَيْهَا إِبْطَالٌ لَهَا وَالتَّعْذِيبُ إِبْطَالٌ أَشَدُّ مِنْهُ إِلَى حِينَ الْخُرُوجِ مِنَ النَّارِ فَفِي كُلٍّ مِنْهُمَا إِبْطَالٌ نِسْبِيٌّ أُطْلِقَ عَلَيْهِ اسْمُ الْإِحْبَاطِ مَجَازًا وَلَيْسَ هُوَ إِحْبَاطٌ حَقِيقَةً لِأَنَّهُ إِذَا أُخْرِجَ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ عَادَ إِلَيْهِ ثَوَابُ عَمَلِهِ وَهَذَا بِخِلَافِ قَوْلِ الْإِحْبَاطِيَّةِ الَّذِينَ سَوَّوْا بَيْنَ الْإِحْبَاطَيْنِ وَحَكَمُوا عَلَى الْعَاصِي بِحُكْمِ الْكَافِرِ وَهُمْ مُعْظَمُ الْقَدَرِيَّةِ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ قَوْلُهُ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ هُوَ مِنْ فُقَهَاءِ التَّابِعِينَ وَعُبَّادِهِمْ وَقَوْلُهُ مُكَذَّبًا يُرْوَى بِفَتْحِ الذَّالِ يَعْنِي خَشِيتُ أَنْ يُكَذِّبَنِي مَنْ رَأَى عَمَلِي مُخَالِفًا لِقَوْلِي فَيَقُولُ لَوْ كُنْتَ صَادِقًا مَا فَعَلْتَ خِلَافَ مَا تَقُولُ وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ يَعِظُ النَّاسَ وَيُرْوَى بِكَسْرِ الذَّالِ وَهِيَ رِوَايَةُ الْأَكْثَرِ وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ مَعَ وَعْظِهِ النَّاسَ لَمْ يَبْلُغْ غَايَةَ الْعَمَلِ وَقَدْ ذَمَّ اللَّهُ مَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَقَصَّرَ فِي الْعَمَلِ فَقَالَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ فخشي أَن يكون مُكَذبا أَي مشابها للمكذبين وَهَذَا التَّعْلِيقُ وَصَلَهُ الْمُصَنِّفُ فِي تَارِيخِهِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي الزُّهْدِ عَن بن مَهْدِيٍّ كِلَاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْمَذْكُورِ قَوْلُهُ وَقَالَ بن أبي مليكَة الخ هَذَا التَّعْلِيق وَصله بن أَبِي خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ لَكِنْ أَبْهَمَ الْعَدَدَ وَكَذَا أَخْرَجَهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ مُطَوَّلًا فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ لَهُ وَعَيَّنَهُ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ فِي تَارِيخِهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ مُخْتَصَرًا كَمَا هُنَا وَالصَّحَابَة الَّذين أدركهم بن أَبِي مُلَيْكَةَ مِنْ أَجَلِّهِمْ عَائِشَةُ وَأُخْتُهَا أَسْمَاءُ وَأُمُّ سَلَمَةَ وَالْعَبَادِلَةُ الْأَرْبَعَةُ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَعُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ وَالْمِسْوَرُ بْنُ

قَالَ الْحِينُ عِنْدَ الْعَرَبِ مِنْ سَاعَةٍ إِلَى مَا لَا يُحْصى عدده وَالْمرَاد هُنَا يَوْم الْقِيَامَة قَوْله حيهلا وَحي على الْفَلاح كُله بِمَعْنى أَقبلُوا وَسَيَأْتِي معنى هلا فِي الْهَاء قَوْله كَانَ حييا أَي شَدِيد الْحيَاء قَوْله التَّحِيَّات جمع تَحِيَّة وَهِي السَّلَام قَوْله وَالشَّمْس حَيَّة أَي بَاقِيَة على شدَّة حرهَا قَوْله الْحَيَّات جمع حَيَّة وَهِي أُنْثَى الثعبان قَالَ الْحَيَّات أَجنَاس الأفاعي والأساود والجان قَوْله سيد الْحَيّ الْحَيّ هُوَ اسْمٌ لِمَنْزِلِ الْقَبِيلَةِ ثُمَّ سُمِّيَتِ الْقَبِيلَةُ بِهِ قَوْله حرف الْخَاء الْمُعْجَمَة
(

فصل خَ ب)
قَوْله خبأت لَك خبأ بِالْفَتْح وَسُكُون الْمُوَحدَة مهموزا وَمِنْه يخرج الخبء وبالكسر فِي الْمُوَحدَة بِوَزْن عَظِيم وَهُوَ اسْم مَا خبأته فعيل بمعني مفعول وأختبىء دَعْوَتِي أَي أدخر وأختبىء أَنا أَي استتر والخباء بِالْمدِّ وَالْكَسْر من بيُوت الْأَعْرَاب وَقد يسْتَعْمل فِي غَيرهَا وَالْجمع أخباء وأخبية وَمِنْه أهل أخباء قَوْله الخبب أَي الْإِسْرَاع وَمِنْه يخب ثَلَاثَة أطواف أَي يسْرع فِي الْمَشْي قَوْله وَبشر المخبتين أَي المطمئنين كَذَا فِي الأَصْل وَهُوَ تَفْسِير باللازم قَوْله خبث الْحَدِيد بِفتْحَتَيْنِ وَآخره مُثَلّثَة وخبث الْفضة هُوَ الرَّدِيء مِنْهُمَا وَأما إِذا كثر الْخبث فَالْمُرَاد بِهِ الْفُجُور قَوْله الْخبث والخبائث قيل ذكران الشَّيَاطِين وإناثهم أَو الْخبث الشَّرّ كُله والخبائث الْخَطَايَا أَو الْأَفْعَال المذمومة قَوْله وَلَا خبثة بِالْكَسْرِ أَرَادَ بالخبثة الْحَرَام أَو الرِّيبَة وَقيل بيع أهل الْعَهْد قَوْله خَبِيث النَّفس أَي ثقيلا غير نشيط وَقَوله لَا يقل أحد خبثت نَفسِي كره الِاسْم فَقَط وَقَوله الدَّوَاء الْخَبيث فسره التِّرْمِذِيّ فِي رِوَايَته السم وَقَالَ غَيره الْحَرَام وَقَوله ثمن الْكَلْب خَبِيث أَي حرَام أَو مَكْرُوه أَو فَاسد وَمِنْه من أكل من هَذِه الشَّجَرَة الخبيثة فَإِن خبثها من جِهَة كَرَاهِيَة رائحتها قَوْله نهى عَن المخابرة هِيَ الْمُزَارعَة على جُزْء يخرج من الأَرْض وَأَصله أَن أهل خَيْبَر كَانُوا يتعاملون كَذَلِك جزم بذلك بن الْأَعرَابِي وَقَالَ غَيره الْخَبِير فِي كَلَام الْأَنْصَار الأكار قَوْله خبْزَة وَاحِدَة هِيَ الطلمة بِالْمُهْمَلَةِ وزنا وَمعنى وَالْمرَاد الرَّغِيف فصل خَ ت قَوْله يختله أَي يستغفله ويراوغه ليَقْتُلهُ أَو يسمع كَلَامه بِغَيْر علمه قَوْله ختامه مسك أَي طينه قَوْله خَاتم النَّبِيين أَي آخِرهم قَوْله الْخِتَان هُوَ الْموضع الَّذِي يقطع من الْفرج ثمَّ اسْتعْمل للْفِعْل قَوْله ختنه بِالتَّحْرِيكِ أَي صهره فصل خَ د قَوْله الْأُخْدُود شقّ فِي الأَرْض مستطيل قَوْله ذَوَات الْخُدُور وَقَوله من خدرها وَقَوله فِي خدرها الخدر ستر يكون لِلْجَارِيَةِ الْبكر فِي نَاحيَة الْبَيْت وَقيل الْخُدُور الْبيُوت قَوْله تخدشها هرة وَقَوله خدوشا فِي وَجهه الخدش قشر الْجلد بِعُود أَو نَحوه وَلَو لم يدم قَوْله الخداع ويخدع وخديعة كُله من إِظْهَار غير مَا يكتم وَقَوله الْحَرْب خدعة من ذَلِك وَالْمَشْهُور فِيهِ بِفتْحَتَيْنِ وَيُقَال بِالضَّمِّ ثمَّ السّكُون وَيُقَال بِالْفَتْح ثمَّ السّكُون وَحكى فتح الدَّال فيهمَا قَوْله خَدلج السَّاقَيْن بِفتْحَتَيْنِ وَتَشْديد اللَّام بعْدهَا جِيم أَي ممتلئ السَّاقَيْن وَقَوله خدلا مثله لَكِن بِلَا جِيم وَالدَّال سَاكِنة وَكسرهَا الْأصيلِيّ قَوْله خدم سوقهما أَي الخلاخيل الْوَاحِدَة خدمَة بِفتْحَتَيْنِ قَوْله أخدان أَي إخلاء جمع خدن الْكسر وَهُوَ الْخَيل قَوْله مذعنين مستخدين

نام کتاب : فتح الباري نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست