قال: من نفسي. وأصله عن ابن عباس.
وروي عن أبي صالح: {أكاد أخفيها} قال: يخفيها من نفسه.
وعن قتادة: {أكاد أخفيها} - وهي في بعض القراءات: " أخفيها من نفسي" [1] -: "لقد أخفاها الله من الملائكة المقربين، ومن الأنبياء المرسلين" [2] .
وقال ابن كثير: " أكاد أخفيها" قال الضحاك: عن ابن عباس أنه كان يقرؤها: "أكاد أخفيها من نفسي"، يقول: لأنها لا تخفى من نفس الله أبداً، وقال سعيد بن جبير: عن ابن عباس، "من نفسه"، وكذا قال مجاهد وأبو صالح، ويحيى بن رافع.
وقال السدي: ليس أحد من أهل السماوات والأرض، إلا وقد أخفى الله عنه علم الساعة، وهي في قراءة ابن مسعود: " إني أكاد أخفيها من نفسي" [3] .
وقال ابن جرير في قوله -تعالى-: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} ، يقول: إنك يا رب لا يخفى عليك ما أضمرته نفسي مما لا أنطق به ولم أظهره بجوارحي، فكيف بما نطقت به وأظهرته بجوارحي، لو كنت قد قلت للناس:
{اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللهِ} كنت قد علمته، لأنك تعلم ضمائر النفوس مما لم تنطق به، فكيف بما نطقت به؟ {وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} يقول: ولا أعلم أنا ما أخفيته عني فلم تطلعني عليه، لأني إنما أعلم من الأشياء ما علمتنيه" [4] . [1] هي قراءة ابن مسعود، كما سيأتي عن ابن كثير وابن عباس.
(2) "تفسير ابن جرير" (16/149) طبعة الحلبي.
(3) "تفسير ابن كثير" (5/272) طبعة الشعب.
(4) "تفسير ابن جرير الطبري" (11/238) تحقيق: محمود شاكر.