" ثلاث غرفات " وفي الموطأ [1] : " أن مالكا بلغه عن عائشة عن غسل المرأة من
الجنابة ولتضغث رأسها بيدها " - يعني: تضمه وتجمعه وتغمره بيدها ليدخله
الماء- وليس لقائل أن يقول لعلّ الحديث الأوّل يكون محمولا على أنّ شعرها
كان مضفورا والثاني: غير مضفور لما ذكره أبو عبد الرحمن النسائي عنها:
فأفيض على رأسي ثلاث مرات وما انقض لي شعرا، وفي حديث جبير بن
نفير عن ثوبان عد أبي داود وأمّا المرأة فلا عليها أن تنقصه لتغرف على رأسها
ثلاث غرفات بكفيها، وزعم بعضهم أن هذا معارض قوله عليه السلام لعائشة
في حجة الوداع: " نقضى رأسك وامتشطي عن عمرتك "، وهو مخرج في
الصحيح [2] . وفي كتاب الأفراد لأبي الحسن من حديث مسلم بن صبيح عن
حماد عن ثابت عن أنس قال عليه السلام: " إذا اغتسلت المرأة من حيضها
نقضت شعرها نقضا وغسلته بخطمى وأشنان فإذا اغتسلت من الجنابة صبّت
على رأسها الماء وعصرته " [3] وفيه أخذ أهل الظاهر. وحديث جابر مرفوعا: [1] صحيح. رواه مالك في: 2- كتاب الطهارة، 17- باب العمل في غسل الجنابة، (ح/
70) .
قوله: " ولتضغث " قال ابن الأثير: الضغث معالجة شعر الرأس باليد عند الغسل، كأنها
تخلط بعضه ببعض، ليدخل فيه الغسول والماء. [2] صحيح، متفق عليه. رواه البخاري (1/86، 2/172، 3/4، 5، 5/221)
ومسلم في (الحج، ح/111، 113) وأبو داود في (المناسك باب " 23 ") والنسائي (5/
166) وأحمد (6/64 ظ، 246) والبيهقي (1/182، 4/346، 353، 5/105)
وشرح السنة (7/81) وتجريد (41) وحبيب (2) وبداية (5/138) والموطأ (411) وتمهيد
(8/198، 203، 204، 215، 225) وابن خزيمة (2788) . [3] ضعيف. رواه الخطيب في " تلخيص المتشابه " (2/ 34/1) والبيهقي في " السنن
الكبرى " (1/182) من طريقين عن مسلم بن صُبيح: ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أن
مرفوعا. قال الدارقطني: " هذا حديث غريب من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أن.
تفرد به مسلم بن صبيح عن حماد، ولم نكتبه إلا من هذا الوجه ".
وأخرجه الضياء في " المختارة " (ق 2/23- مسند أنس) من طريق الطبراني وهذا في " المعجم الكبير " (1/2/37) وأورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (1/273) وعزاه إلى الطبراني في " الكبير "، وفيه سلمة بن صبيح اليحمدي ولم أجد من ذكره.