له في كتاب الثقات، وفيما أسلفناه من توثيقه عند من صحح حديثه، وقال
أبو سعد: هو من أسد بن خزيمة بن مدركة، وروى أيضاً عن سلمان؛ فزال-
بحمد الله- ما أعله به أبو الحسن، قال الدارقطني: ورواه أبو عبيدة أيضا عن
الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن علي،
ولم يتابع على هذا القول وهو من الحفاظ، وقال في الأفراد: غريب من
حديث الحجاج بن حجاج عن الأعمش. تفرد به إبراهيم بن طهمان عنه، ومن
قال في هذا الحديث: عن الحجاج عن سلمان بن المنذر، فقد وهم وهما
قبيحا، وأمّا تصحيح الترمذي حديث يزيد ففيه نظر؛ لما علم من اختلاف
نظره فيه؛ فتارة يصحح حديثه وتارة يحسنه وتارة يُضعفه، وإذا صحح حديثا
استدركه عليه، اللهم إلا أن يكون تصحيحه حديثه بالنظر لما عضده من
متابعات وشواهد وغير ذلك، وقد تقدم ما للناس من الكلام في يزيد/.
حدثنا محمد بن بشار ثنا عثمان بن عمر ثنا مالك بن أنس عن سالم أبيِ
النضر عن سلمان بن يسار عن المقداد بن الأسود أنه سأل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن
الرجل يدنو من امرأته فلا ينزل قال: " إذا وجد أحدكم ذلك فلينضح
فرجه " [1] . يعني: يغسله ويتوضأ، هذا حديث خرجه ابن خزيمة في صحيحه
فقال: ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب أن مالكا حدثه، ولفظه: يسأل
عن الرجل إذا دنا من أهله فخرج منه المذي ماذا عليه، فإن عندي ابنة رسول
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أستحي أن أسأله، قال المقداد: فسألت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك
فقال: " إذا وجد ذلك أحدكم فلينضح فرجه، وليتوضأ وضوءه للصلاة ".
ونحوه ذكره ابن الجارود في منتقاه وابن حبان في صحيحه، وقال إثره:
مات المقداد بالحرن سنة ثلاث وثلاثين، ومات سليمان بن يسار سنة تسع
وتسعين، وقد سمع سليمان من المقداد وهو ابن دون عشر سنين، وقال أبو
عمر: ورواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس أنه سمع [1] صحيح. رواه أبو داود (ح/207) والنسائي (1/97) وابن ماجة (ح/505) وعبد
الرزاق (ح/600) والموطأ (ص/40، 215) وشفع (49) والكنز (27071) وأحمد في
" المسند " (4/6) والشافعي في " المسند " (ح/12) .