" كنت رجلا مذاء " فسألت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " [1] ، ثم قال: لم يروه عن حصين
إلا زائدة تفرد به إسماعيل، ومن طريق زائدة رواه أبو عبد الرحمن، قال أبو
القاسم: ورواه غير إسماعيل عن أبي حصين عن حصين بن قبيصة، وخرجه
عن أبي داود الحافظان ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما من حديث
عبيدة بن حميد عن الركين بن الربيع عن حصين عنه بلفظ: " فذكر ذلك
للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو ذكر له ". وانفرد ابن حبان بحديث أبي عبد الرحمن عن
علي: " كنت رجلا مذاء فسألت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " إذا رأيت الماء فاغسل
ذكرك ... " الحديث، ولما ذكر المنذري حديث أبي داود اتبعه قول الترمذي
حسن صحيح/.
وقد قدمنا ذلك في حديث الترمذي، قال ذلك في حديث يزيد لا هذا
ولم يخرجه في كتابه، إنما هو عند أبي عبد الرحمن وأبي داود فقط، وأغفل
ذكر ابن ماجة ولا ينبغي له ذلك، ولما ذكر الإشبيلي حديث حصين سكت
عنه إلا ما أبرز من ذكر حصين، ويعقب ذلك ابن القطان عليه بقوله: حصين
من أهل الكوفة، روى عن علي وابن مسعود، وروى عنه الركن والقاسم بن
عبد الرحمن ولا يعرف حاله، واعترض فيه عن عبيدة بن حميد فلم يعلمه به
ولا بين كونه من روايته، وأصاب في ذلك، وإنما أخطأ حين ضعف من أجله
حديث ابن مسعود: " كانت صلاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الشتاء ... " [2] الحديث
وعلى تضعيفه ذلك من أجل عبيدة كان يلزمه في هذا أن ينبه على كونه من
روايته، وإذ لم يفعل فقد أخطأ، والله أعلم. انتهى.
حصين روى عنه أيضا حصين أبو حصين المذكور، ووثقه ابن حبان تذكرة [1] حسن. رواه أبو داود (ح/207) والنسائي (1/97) وابن ماجة (ح/505) وعبد الرزاق
(ح/600) والموطأ (ص/40، 215) وشفع (49) والكنز (27071) وأحمد في " المسند "
(4/6) والشافعي في " المسند " (ح/12) . [2] ضعيف. رواه أحمد في " المسند ": (3/135، 60) بلفظ: " كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يصلي في الشتاء ... ".