السنن أيضًا من حديث أبي الجعد: ثنا شعبة عن الجُريري عن خالد بن علاثة
عن أبي هريرة قال:"من استحق النوم فقد وجب عليه الوضوء" [1] وفي
لفظ:"فسألناه عن استحقاق النومْ فقال: هو أن يضع جنبه"قال البيهقي.
وروى ذلك مرفوعا ولا يصح، وفي كتاب أبي داود عن أنس قال:" كان
أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينتظرون العشاء الآخرة حتى تخفق رءوسهم ثم
يصلون ولا يتوضئون" [2] قال أبو داود: وزاد فيه سعيد عن قتادة قال: على
عهد النبي- عليه السلام- وفي رواية معمر عن قتادة:"حتى أني أسمع
لأحدهم غطيطًا"وفي رواية كتاب الترمذي من حديث عبد السلام بن حرب
عن خالد الدالاني عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس:"أنه رأى رسول
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نام وهو ساجد حتى غطّ أو نفخ ثم قام فصلى، فقلت: يا رسول
الله، إنك قد نمت، قال: إنّ الوضوء لا يجب إلا على من نام مضطجعا فأنه
إذا اضطجع استرخت مفاصله" [3] ، قال أبو عيسى: رواه سعيد عن أبي
عروبة عن قتادة عن ابن عباس قوله: ولم يذكر فيه أبا العالية ولم يرفعه، ولما
ذكره دعلج في مسند ابن عباس من تأليفه، قال: سمعت موسى بن هارون [1] شاذ لا يصح."غرائبً شعبة" (2/148) والبغوي في"الجعديات" (7/1/69) ومن
طريقه البيهقي (1/119) . وعلي بن الجعد ثقة ثبت، وقد تابعه ثقات، فقال ابن أبي شيبة في
"المصنف" (1/2/39) : حدثنا هُشيم وابن عُلَية عن الجريري عن خالد بن غِلاف القيسي عن
أبى هريرة قال: فذكره موقوفا عليه. ولعله الصواب. وزاد ابن علية، قال الجريري: فسألنا
عن استحقاق النوم؟ فقالوا:"إذا وضع جنبه".
انظر: الضعيفة (ح/954) . [2] حسن. رواه أبو داود في: 1- كتاب الطهارة، 79- باب الوضوء من النوم، (ح/
قوله:"تخفق"خفق يخفق- من باب ضرب يضررب- يقال: خفق برأسه، إذا أخذته
سنة من النعاس فمال برأسه دون جسده. [3] منكر. رواه الترمذي (ح/77) وأبو داود (ح/202) قلت: وقد سبق أن وضحنا أن
الترمذي لم يعلّق على هذا الحديث بالحسن أو غيره. ولكن قال أبو داود عقب حديثه:
"الوضوء على من نام مضطجعا"هو حديث منكر لم يروه إلا يزيد أبو خالد الدالاني عن
قتادة. وقال: وذكرت حديث يزيد الدالاني لأحمد بن حنبل فانتهرني استعظاما له، وقال:
ما ليزيد الدالاني يدخل على أصحاب قتادة؟ ولم يعبأ بالحديث.