responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير نویسنده : المناوي، عبد الرؤوف    جلد : 2  صفحه : 184
أردْت لَهُ الْخَيْر وَمن أحب لقاءه أحب التَّخَلُّص إِلَيْهِ من الدَّار ذَات الشوائب (وَإِذا كره لقائي كرهت لقاءه مَالك خَ ن عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ الله تَعَالَى قسمت الصَّلَاة) أَي قرَاءَتهَا (بيني وَبَين عَبدِي نِصْفَيْنِ) بِاعْتِبَار الْمَعْنى لَا اللَّفْظ لِأَن نصف الدُّعَاء من قَوْله إياك نعْبد وَإِيَّاك نستعين يزِيد على نصف الثَّنَاء (ولعبدي مَا سَأَلَ) أَي لَهُ السُّؤَال ومني الْعَطاء (فَإِذا قَالَ العَبْد الْحَمد لله رب الْعَالمين) تمسك بِهِ من لَا يرى الْبَسْمَلَة مِنْهَا لكَونه لم يذكرهَا وَأجِيب بِأَن التنصيف يرجع إِلَى جملَة الصَّلَاة لَا إِلَى الْفَاتِحَة (قَالَ الله حمدني عَبدِي) أَي مجدني وَأثْنى عَليّ بِمَا أَنا أَهله (فَإِذا قَالَ الرَّحْمَن الرَّحِيم) أَي الْمَوْصُوف بِكَمَال الْأَنْعَام (قَالَ الله أثنى عَليّ عَبدِي) لاشتمال اللَّفْظَيْنِ على الصِّفَات الذاتية والفعلية (فَإِذا قَالَ مَالك يَوْم الدّين مجدني عَبدِي) أَي عظمني (فَإِذا قَالَ إياك نعْبد وَإِيَّاك نستعين قَالَ هَذَا بيني وَبَين عَبدِي ولعبدي مَا سَأَلَ) فَالَّذِي للْعَبد مِنْهَا إياك نعْبد وَالَّذِي لله مِنْهَا إياك نستعين (فَإِذا قَالَ) العَبْد (اهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم صِرَاط الَّذين أَنْعَمت عَلَيْهِم غير المغضوب عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين قَالَ هَذَا لعبدي) أَي خَاص بِهِ (ولعبدي مَا سَأَلَ) قَالَ البُخَارِيّ قد بَين بِهَذَا الْخَبَر أَن الْقِرَاءَة غير المقروء فالقراءة هِيَ التِّلَاوَة والتلاوة غير المتلو فَبين أَن سُؤال العَبْد غير مَا يُعْطِيهِ الله وَإِن قَول العَبْد غير كَلَام الرب هَذَا من العَبْد الدُّعَاء والتضرع وَمن الله الْأَمر والإجابة فالقرآن كَلَام الرب وَالْقِرَاءَة فعل العَبْد (حم م) فِي الصَّلَاة وَاللَّفْظ لمُسلم (4 عَن أبي هُرَيْرَة) وَلم يُخرجهُ البُخَارِيّ
(قَالَ الله تَعَالَى يَا عبَادي) جمع عبد وَهُوَ شَامِل للإماء أَي النِّسَاء بِقَرِينَة التَّكْلِيف (إِنِّي حرمت) أَي منعت (الظُّلم على نَفسِي) أَي تقدست وَتَعَالَيْت عَنهُ لِأَنَّهُ مجاوز الْحَد أَو التَّصَرُّف فِي ملك الْغَيْر وَكِلَاهُمَا يَسْتَحِيل فِي حَقه تَعَالَى (وَجَعَلته محرما بَيْنكُم) أَي حكمت بِتَحْرِيمِهِ عَلَيْكُم وَهَذَا وَمَا قبله تَوْطِئَة لقَوْله (فَلَا تظالموا) بشد الظَّاء وتخفف أَصله تتظالموا أَي لَا يظلم بَعْضكُم بَعْضًا (يَا عبَادي كلكُمْ ضال) أَي غافل عَن الشَّرَائِع قبل إرْسَال الرُّسُل (إِلَّا من هديته) وفقته للْإيمَان أَو لِلْخُرُوجِ عَن مُقْتَضى طبعه (فاستهدوني) سلوني الْهِدَايَة) (اهدكم) أنصب لكم أَدِلَّة وَاضِحَة على ذَلِك (يَا عبَادي كلكُمْ جَائِع إِلَّا من أطعمته) لِأَن الْخلق ملكه وَلَا ملك لَهُم بِالْحَقِيقَةِ (فاستطعموني) اطْلُبُوا مني الطَّعَام (أطْعمكُم) أيسر لكم أَسبَاب تَحْصِيله (يَا عبَادي كلكُمْ عَار إِلَّا من كسوته فاستكسوني أكسكم يَا عبَادي إِنَّكُم تخطئون) بِضَم أَوله وَكسر ثالثه أَي تَفْعَلُونَ الْخَطِيئَة عمدا (بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار) أَي تصدر مِنْكُم الْخَطِيئَة لَيْلًا وَنَهَارًا من بَعْضكُم لَيْلًا وَمن بَعْضكُم نَهَارا وَلَيْسَ كل مِنْهُم يُخطئ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار (وَأَنا أَغفر الذُّنُوب جَمِيعًا) عَام مَخْصُوص بالشرك وَمَا شَاءَ الله أَن لَا يغفره (فاستغفروني) اطْلُبُوا مني الْمَغْفِرَة (اغْفِر لكم) أَي امحو أثر ذنوبكم واسترها عَلَيْكُم (يَا عبَادي إنهكم لن تبغلوا ضري فتضروني) بِحَذْف نون الْأَعْرَاب جَوَابا عَن النَّفْي (وَلنْ تبلغوا نفعي فتنفعوني) أَي لَا يتَعَلَّق بِي ضرّ وَلَا نفع فتضروني أَو تنفعوني لِأَنِّي الْغَنِيّ الْمُطلق وَالْعَبْد فَقير مُطلق (يَا عبَادي لَو أَن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم كَانُوا على اتَّقى قلب رجل وَاحِد) أَي على تقوى اتَّقى رجل أَو على اتَّقى أَحْوَال قلب رجل وَاحِد (مِنْكُم مَا زَاد ذَلِك فِي ملكي شيأ) نكره للتحقير (يَا عبَادي لَو أَن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم كَانُوا على أفجر قلب رجل وَاحِد مِنْكُم مَا نقص ذَلِك من ملكي شيأ) لِأَنَّهُ مُرْتَبِط بقدرته وإرادته وهما ذَا تيان لَا انْقِطَاع لَهما فَكَذَا مَا ارْتبط بهما وعائد التَّقْوَى والفجور على فاعلهما (يَا عبَادي لَو أَن أولكم وآخركم

نام کتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير نویسنده : المناوي، عبد الرؤوف    جلد : 2  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست