responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حلية الأولياء وطبقات الأصفياء نویسنده : الأصبهاني، أبو نعيم    جلد : 10  صفحه : 147
§مَسْعُودٌ الْجَهْمِيُّ وَمِنْهُمْ مَسْعُودُ بْنُ الْحَارِثِ الْجَهْمِيُّ الْعَابِدُ الْمُجْتَهِدُ الْمَرْضِيُّ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ , ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ , ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى , عَنْ رَجُلٍ , رَأَى مَسْعُودَ بْنَ الْحَارِثِ أَخَا خَالِدٍ فِي النَّوْمِ فَقَالَ لَهُ: §مَا فَعَلَ بِكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: قَرَّبَنِي وَأْدَنَانِي وَقَالَ لِي: يَا مَسْعُودُ , طَالَمَا مَا تَرَدَّدْتَ فِي طُرُقَاتِ الدُّنْيَا وَأَنَا عَنْكَ رَاضٍ "

§زُهَيْرٌ الْبَابِيُّ وَمِنْهُمُ الدَّاعِي الْمُحَابِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ زُهَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ الْبَابِيُّ كَانَ أَغْلَبَ أَحْوَالِهِ عَلَيْهِ الصَّبْرُ وَالْيَقِينُ , فَأُيِّدَ بِالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ وَأَذِنَ لِي فِيهِ ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: قَالَ زُهَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ: " إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَتِمُّ إِلَّا بِشَيْئَيْنِ: §الصَّبْرِ وَالْيَقِينِ فَإِنْ كَانَ يَقِينٌ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ صَبْرٌ لَمْ يَتِمَّ وَإِنْ كَانَ صَبْرٌ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ يَقِينٌ لَمْ يَتِمَّ , وَقَدْ ضَرَبَ لَهُمَا أَبُو الدَّرْدَاءِ مَثَلًا فَقَالَ: مَثَلُ الْيَقِينِ وَالصَّبْرِ مَثَلُ فَدَّاديِنَ يَحْفِرَانِ الْأَرْضَ فَإِذَا جَلَسَ وَاحِدٌ جَلَسَ الْآخَرُ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِيَ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ يُوسُفَ يَقُولُ: أَرَدْتُ الْخُرُوجَ مِنَ الْبَصْرَةِ فَبَدَأْتُ بَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فَوَدَّعْتُهُ ثُمَّ وَدَّعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ ثُمَّ وَدَّعْتُ زُهَيْرًا فَقُلْتُ: هَلْ مَنْ حَاجَةٍ؟ قَالَ: " نَعَمْ إِلَّا أَنَّهَا مُهِمَّةٌ مُهِمَّةٌ §اتَّقِ اللَّهَ فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَتَّقِيَهُ رَجُلٌ أَوْ قَالَ عَبْدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَتَحَوَّلَ لِي هَذِهِ السَّوَارِي كُلُّهَا ذَهَبًا , فَلَمَّا وَلَّيْتُ رَدَّنِي فَقَالَ: وَحَاجَةٌ أُخْرَى: لَا تَدْخُلْ عَلَى قَاضٍ وَلَا عَلَى مَنْ يَدْخُلُ عَلَى الْقَاضِي فَإِنِّي فِي هَذَا الْمِصْرِ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً مَا نَظَرْتُ إِلَى وَجْهِ قَاضٍ وَلَا وَالٍ "

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَتْ يَدِي فِي يَدِ زُهَيْرٍ أَمْشِي مَعَهُ فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مَكْفُوفٍ يَقْرَأُ فَلَمَّا سَمِعَ قِرَاءَتَهُ وَقَفَ وَنَظَرَ وَقَالَ -[148]-: " §لَا تَغُرَّنَّكَ قِرَاءَتَهُ وَاللَّهِ وَاللَّهِ إِنَّهُ شَرٌّ مِنَ الْغِنَاءِ وَضَرَبَ الْعُودَ وَكَانَ مَهِيبًا وَلَمْ أَسْأَلْهُ يَوْمَئِذٍ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ ارْتَفَعَ إِلَى بَنِي قُشَيْرٍ فَقُمْتُ وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّكَ قُلْتَ لِي يَوْمَئِذٍ كَذَا وَكَذَا , فَكَأَنَّهُ نَصَبَ عَيْنَيْهِ فَقَالَ لِي: يَا أَخِي نَعَمْ لَأَنْ يَطْلُبَ الرَّجُلُ هَذِهِ الدُّنْيَا بِالزَّمْرِ وَالْغِنَاءِ وَالْعُودِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَطْلُبَهَا بِالدِّينِ , ثُمَّ قَالَ زُهَيْرٌ: لَا أَعْلَمُ أَنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ سَاعَةً قَطُّ , قَالَ أَحْمَدُ: وَسَمِعْتُ الْحُصَيْنَ بْنَ جَمِيلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ زُهَيْرًا , يَقُولُ: إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَكُونَ عِنْدَ اللَّهِ أَخَسَّ مِنْ كَلْبٍ فَافْعَلْ , قَالَ أَحْمَدُ: وَكَتَبَ إِلَيْنَا وَكَانَ بأَصْبَهَانَ الْوَبَاءُ وَالْمَجَاعَةُ إِنَّ الْمَوْتَ كَثِيرٌ وَقَالَ لِي حُصَيْنٌ: يَا أَبَا يَحْيَى , تَعَالَى حَتَّى نَرْتَفِعَ إِلَى زُهَيْرٍ فَنُخْبِرَهُ بِمَا كَتَبَ إِلَيْنَا فَلَعَلَّهُ يَدْعُو لَهُمْ بِدَعْوَةٍ فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا كَتَبَ إِلَيْنَا مِنْ كَثْرَةِ الْمَوْتِ , فَقَالَ لِي: لَا تَأْمَنَنَّ مِنَ الْمَوْتِ قِلَّتَهُ وَلَا تَخَافَنَّ كَثْرَتَهُ ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْدِيٌّ عَنْ رَجُلٍ يُكَنَّى بِأَبِي الْبُغَيْلِ كَانَ قَدْ أَدْرَكَ زَمَنَ الطَّاعُونِ قَالَ: كُنَّا نَطُوفُ فِي الْقَبَائِلِ وَنَدْفِنُ الْمَوْتَى فَلَمَّا كَثُرُوا لَمْ نَقْوَ عَلَى الدَّفْنِ فَكُنَّا نَدْخُلُ الدَّارَ قَدْ مَاتَ أَهْلُهَا فَنَسُدُّ بَابَهَا قَالَ: فَدَخَلْنَا دَارًا فَفَتَّشْنَاهَا فَلَمْ نَجِدْ فِيهَا أَحَدًا حَيًّا، قَالَ: فَسَدَدْنَا بَابَهَا قَالَ: فَلَمَّا مَضَتِ الطَّوَاعِينُ كُنَّا نَطُوفُ فِي الْقَبَائِلِ وَنَنْزِعُ تِلْكَ السُّدَّةَ الَّتِي سَدَدْنَاهَا فَنَزَعْنَا سُدَّةَ ذَلِكَ الْبَابِ الَّتِي دَخَلْنَاهَا فَفَتَّشْنَاهَا فَلَمْ نَجِدْ أَحَدًا حَيًّا , قَالَ: فَإِذَا نَحْنُ بِغُلَامٍ فِي وَسَطِ الدَّارِ طَرِيٍّ دَهِينٍ كَأَنَّهُ أُخِذَ سَاعَتَئِذٍ مِنْ حِجْرِ أُمِّهِ قَالَ: وَنَحْنُ وُقُوفٌ عَلَى الْغُلَامِ نَتَعَجَّبُ مِنْهُ , قَالَ: فَدَخَلَتْ كَلْبَةٌ مِنْ شَقٍّ أَوْ خَرْقٍ فِي حَائِطٍ قَالَ: فَجَعَلَتْ تَلُوذُ بِالْغُلَامِ وَالْغُلَامُ يَحْبُو إِلَيْهَا حَتَّى مَصَّ مِنْ لَبَنَهَا , قَالَ زُهَيْرٌ: قَالَ مَعْدِيٌّ: رَأَيْتُ هَذَا الْغُلَامَ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ قَدْ قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ , قَالَ: وَكَانَ زُهَيْرٌ كَثِيرًا مَا يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ:
[البحر البسيط]
حَتَّى مَتَى أَنْتَ فِي دُنْيَاكَ مُشْتَغِلٌ ... وَعَامِلُ اللَّهِ عَنْ دُنْيَاكَ مَشْغُولُ
قَالَ أَحْمَدُ: وَبَلَغَنِي عَنِ الْبَاهِلِيِّ , قَالَ: كُنْتُ أَقُودُ زُهَيْرًا فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُفَارِقَهُ قُلْتُ لَهُ: أَوْصِنِي , قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ لَا يُنْصِفُ مِنْ نَفْسِهِ فَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ لَا تَرَاهُ فَلَا تَرَاهُ , قَالَ أَحْمَدُ: وَكَانَ زُهَيْرٌ أُصِيبَ بِبَصَرِهِ فِي آخِرِ عُمُرِهِ فَبَلَغَنِي أَنَّ بَعْضَ إِخْوَانِهِ اسْتَقْبَلَهُ بَعْدَ مَا أُصِيبَ بِبَصَرِهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ -[149]- فَاسْتَرْجَعَ الرَّجُلُ فَجَزِعَ جَزَعًا شَدِيدًا , فَلَمَّا رَأَى زُهَيْرٌ جَزَعَ الرَّجُلِ قَالَ لَهُ: أَخِي كَانَتْ مَعِي كِسْرَةٌ فِيهَا دَانِقٌ فَسَقَطَتْ فَكَانَ فَقْدُهَا أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ ذَهَابِ بَصَرِي , قَالَ أَحْمَدُ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ شَاكِيًا فَذَهَبَ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ يَعُودُهُ فَقِيلَ لَهُ: يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ , فَقَالَ: وَمَا أَصْنَعُ بِهِ لَوْ كَانَ عَلَى حَشٍّ مِنْ حُشُوشِ الْأَرْضِ بِالْبَصْرَةِ يَكُونُ خَيْرًا لَهُ , قَالَ أَحْمَدُ: وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا فَقَالَ لِي: أَلَكَ أَبٌ؟ قُلْتُ: لَا , قَالَ: أَلَكَ أُمٌّ؟ قُلْتُ: لَا , قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَمْ تَرَى يَبْقَى؟ فَرْعٌ بَعْدَ أَصْلٍ؟ يَا أَخِي عَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ وَالِابْتِهَالِ لَهُمَا فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ الْوَالِدَيْنِ بِدُعَاءِ الْوَلَدِ لَهُمَا هَكَذَا وَرَفَعَ يَدَيْهِ قَالَ أَحْمَدُ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: انْتَهَى إِلَيْنَا يَوْمًا رَجُلٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الْخُبَثَاءِ الْقَدَرِيَّةِ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , بَلَغَنِي أَنَّكَ زِنْدِيقٌ , فَقَالَ زُهَيْرٌ: زِنْدِيقٌ زِنْدِيقٌ أَمَّا زِنْدِيقٌ فَلَا وَلَكِنِّي رَجُلُ سُوءٍ "

نام کتاب : حلية الأولياء وطبقات الأصفياء نویسنده : الأصبهاني، أبو نعيم    جلد : 10  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست