responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أخبار مكة نویسنده : الفاكهي، أبو عبد الله    جلد : 3  صفحه : 254
2119 - وَحَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، قَالَ: -[286]- قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: إِنَّ أَوْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ أَخَا بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ قَالَ: " كَانَ §لَنَا مَسْكَنٌ فِي دَارِ الْحَكَمِ " فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ فِي إِمَارَتِهِ: بِعْنِي مَسْكَنَكَ الَّذِي فِي دَارِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: قُلْتُ: مَا هِيَ بِدَارِ أَبِي الْعَاصِ وَلَكِنَّهَا دَارُنَا، كَانَتْ لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ثُمَّ أَسْلَمْنَا فِيهَا قَالَ: مَا كَانَتْ لَكُمْ إِلَّا عُمْرَى قَالَ: قُلْتُ: إِنَّمَا كَانَتْ هِيَ لَنَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صَدَقْتَ، فَبِعْنِيهَا قَالَ: قُلْتُ: أَمَّا بِمَالٍ فَلَا، لَا أَبِيعُكَهَا إِلَّا بِدَارٍ قَالَ: فَانْظُرْ أَيُّ دُورِي شِئْتَ بِمَكَّةَ، قَالَ: دَارُ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي الْأَخْنَسِ قَالَ: تِلْكَ دَارٌ مَنْ دُورِ مَرْوَانَ قَالَ: وَلَكِنْ غَيْرَهَا قَالَ: قُلْتُ دَارُ حِرْمَاسٍ قَالَ: هِيَ لَكَ بِهَا قَالَ: " فَبِعْتُهَا إِيَّاهُ بِدَارِ حِرْمَاسٍ " وَلِآلِ هَبَّارِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ: دَارٌ بِأَجْيَادٍ الصَّغِيرِ فِي ظَهْرِ دَارِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ وَلِلْرَبِيعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى دَارٌ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ عِنْدَ دَارِ آلِ سَمُرَةَ بْنِ خُبَيْبٍ، عِنْدَ خِيَامِ عُنْقُودٍ وَلِآلِ مُحْرِزِ بْنِ حَارِثَةَ، خَلِيفَةِ عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ عَلَى مَكَّةَ فِي سَفَرٍ سَافَرَهُ، وَكَانَ مِنْ وَلَدِهِ الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى الرَّبْعِ أَيَّامَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا -[287]- وَلِآلِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ: الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ قُدَامَةَ فِي حَقِّ بَنِي سَهْمٍ ابْتَاعَهَا عَمْرٌو مِنْ آلِ قُدَامَةَ فِي الْإِسْلَامِ، وَلِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ: الدَّارُ الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّةَ الَّتِي كَانَ السَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْتَاعَهَا ثُمَّ صَارَتْ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ ذَكْوَانَ الْحَرَّانِيِّ وَلِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الدُّورُ السِّتُّ لَيْسَ بَيْنَهُنَّ لِأَحَدٍ فَصْلٌ، وَهِيَ مُتَوَالِيَةٌ، وَهِيَ دَارُ الرَّقْطَاءِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الرَّقْطَاءَ؛ لِأَنَّهَا بُنِيَتْ بِالْآجُرِّ الْأَحْمَرِ وَالْجَصِّ، فَكَانَتْ رَقْطَاءَ وَكَانَتْ قَدْ أُقْطِعَتْ، ثُمَّ قُبِضَتْ فِي الصَّوَافِي وَمِنْهَا الدَّارُ الْبَيْضَاءُ الَّتِي عَلَى الْمَرْوَةِ، بَابُهَا مَنْ نَاحِيَةِ الْمَرْوَةِ، وَوَجْهُهَا شَارِعٌ فِي الطَّرِيقِ الْعُظْمَى بَيْنَ الدَّارَيْنِ، وَكَانَتْ فِيهَا طَرِيقٌ إِلَى جَبَلِ الدَّيْلَمِيِّ حَتَّى كَانَ زَمَنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَسَدَّ تِلْكَ الطَّرِيقَ، فَهِيَ مَسْدُودَةٌ إِلَى الْيَوْمِ وَقَدْ كَانَتْ قُبِضَتْ لِأُمِّ الْمُسْتَعِينِ بِاللهِ تَسَلَّمَهَا لَهَا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ مَعَ دَارِ الْقَوَارِيرِ وَغَيْرِهَا سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ؛ وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الْبَيْضَاءِ؛ لِأَنَّهَا بُنِيَتْ بِالْجَصِّ ثُمَّ طُلِيَتْ بِهِ فَكَانَتْ بَيْضَاءَ كُلَّهَا وَمِنْهَا دَارُ الْمَرَاجِلِ وَهِيَ فِي أَصْلِ جَبَلِ الدَّيْلَمِيِّ، فَأَمَّا دَارُ الْمَرَاجِلِ فَكَانَتْ لِآلِ الْمُؤَمَّلِ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ فَابْتَاعَهَا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الْمَرَاجِلِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ فِيهَا قُدُورٌ صُفْرٌ كَانَ يُطْبَخُ فِيهَا طَعَامُ الْحَاجِّ وَطَعَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثُمَّ صَارَتْ بَعْدَ ذَلِكَ لِوَرَثَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ -[288]- وَكَانَتْ دَارُ لُبَابَةَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ الَّتِي عِنْدَ الْقَوَّاسِينَ لِحَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَدَارُ زِيَادٍ كَانَ مَوْضِعُهَا رَحْبَةً بَيْنَ دَارِ أَبِي سُفْيَانَ، وَدَارُ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فِي وَجْهِ دَارِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَدَارِ الْحَكَمِ وَكَانَتْ تِلْكَ الرَّحَبَةُ يُقَالُ لَهَا: بَيْنَ الدَّارَيْنِ يَعْنُونَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ وَدَارَ حَنْظَلَةَ، وَبِذَلِكَ سُمِيَّ بَيْنَ الدَّارَيْنِ وَكَانَتِ الْعِيرُ إِذَا قَدِمَتْ مَكَّةَ تَحْمِلُ الْحُبُوبَ وَالْحِنْطَةَ إِنَّمَا كَانَتْ تَحُطُّ بَيْنَ الدَّارَيْنِ، وَتُنَاخُ فِيهَا فَلَمَّا اسْتَلْحَقَ مُعَاوِيَةُ زِيَادًا خَطَبَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أُخْتَهُ فَرَدَّهُ، فَشَكَاهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَأُقْطِعَنَّكَ لَهُ رَبْعًا بِمَكَّةَ، وَلَأُفْسِدَنَّ عَلَيْهِ وَجْهَ دَارِهِ، فَأَقْطَعَهُ هَذِهِ الرَّحَبَةَ فَبَنَاهَا فِي وَجْهِ دَارِ سَعِيدٍ وَوَجْهِ دَارِ الْحَكَمِ، فَتَكَلَّمَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فِي ذَلِكَ فَتَرَكَ لَهُ تِسْعَةَ أَذْرُعٍ وَلَمْ يَتْرُكْ لِسَعِيدٍ إِلَّا نَحْوًا مِنْ أَرْبَعَةِ أَذْرُعٍ لَا يَمُرُّ فِيهَا حِمْلُ الْحَطَبِ وَلَهُ دَارُ أَوْسٍ الَّتِي كَانَتْ فِيهَا الْجَزَّارُونَ وَالْحَدَّادُونَ وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِسَلْسَبِيلَ أُمِّ زُبَيْدَةَ فِي ظَهْرِ دَارِ الْخُزَاعِيِّينَ كَانَتْ لِنَاسٍ مِنْ خُزَاعَةَ فَابْتَاعَهَا مِنْهُمْ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَبَنَاهَا وَأَوْسٌ الَّتِي نُسِبَتْ إِلَيْهِ الدَّارُ رَجُلٌ خُزَاعِيٌّ وَلِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ بَبَّةَ، عَلَى الرَّدْمِ بِالْمَعْلَاةِ وَبَبَّةُ اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ الَّذِي قَتَلَتْهُ السَّمَائِمُ فِيمَا ذُكِرَ عَنِ الزُّبَيْرِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَكَانَتْ أُمُّهُ تُنَقِّزُهُ وَهِيَ تَقُولُ:
[البحر الرجز]

-[289]- يَا أَبَّةَ يَا أَبَّةْ ... لَأُنْكِحَنَّ بَبَّةْ
جَارِيَةً فِي نَقْبَهْ ... تُسَمَّى أُمَّ عُقْبَهْ
تَسُودُ أَهْلَ الْكَعْبَةْ
وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِعِيسَى بْنِ مُوسَى وَلِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ سَلْمٍ، صَارَتْ لِسَلْمِ بْنِ زِيَادٍ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَيُقَالُ: إِنَّهَا كَانَتْ مَنْ دَارِ الْحَمَّامِ، وَيُقَالُ: إِنَّ سَلْمًا كَانَ قَيِّمًا عَلَيْهَا وَهِيَ الْيَوْمُ لِوَلَدِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَلِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ دَارُ رَابِعَةَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، وَهِيَ تُقَابِلُ دَارَ الْحَمَّامِ، وَهِيَ الَّتِي فِي وَجْهِهَا الْيَوْمَ دُورُ بَنِي غَزْوَانَ، وَهِيَ عِنْدَ سُوقِ الظُّهْرِ فِي أَصْلِ قَرْنِ مَصْقَلَةَ وَلِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ دَارُ الشِّعْبِ بِالثَّنِيَّةِ كَانَتْ لِبَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ فَابْتَاعَهَا مُعَاوِيَةُ مِنْهُمْ، وَلِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الدَّارُ الَّتِي فِي زُقَاقِ الْحَدَّادِينَ الَّتِي عِنْدَ مَنْزِلِ ابْنِ أَخِي سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَيُعْرَفُ هَذَا الزُّقَاقُ فِيمَا مَضَى بِيَاسِينَ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: دَارُ مَالِ اللهِ تَعَالَى، كَانَ يَكُونُ فِيهَا الْمَرْضَى وَكَانَتْ مِنْ رِبَاعِ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ فَابْتَاعَهَا مِنْهُمْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَلِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ سَعْدٍ، وَسَعْدٌ هَذَا يُقَالُ لَهُ: سَعْدٌ الْقَصْرُ، غُلَامُ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَ بَنَاهَا سَعْدٌ بِالْحِجَارَةِ -[290]- الْمَنْقُوشَةِ فِيهَا التَّمَاثِيلُ مُصَوَّرَةٌ فِي الْحِجَارَةِ، وَكَانَتْ فِيهَا طَرِيقٌ تَمُرُّ فِيهَا الْقِبَابُ وَالْمَحْامِلُ مِنَ السُّوَيْقَةِ، وَكَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ دَارِ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ وَدَارِ سَلْسَبِيلٍ طَرِيقٌ فِي زُقَاقٍ ضَيِّقٍ، فَصَارَتْ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْهَيْثَمِ، فَهَدَمَهَا وَسَدَّ الطَّرِيقَ الَّتِي كَانَتْ فِي بَطْنِهَا، وَأَخْرَجَ لِلنَّاسِ طَرِيقًا تَمُرُّ بِهَا الْمَحَامِلُ وَالْقِبَابُ، وَكَانَ الزُّقَاقُ الضَّيِّقُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ دَارِ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ، وَهِيَ دَارُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ الَّتِي فِي ظَهْرِ دَارِ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ فِي زُقَاقِ الْجَزَّارِينَ، وَيُقَالُ: إِنَّهَا كَانَتْ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْعَبْدَرِيِّ، فَابْتَاعَهَا مِنْهُ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

2120 - فَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرِّبَاحِيِّ، قَالَ: ثنا عَامِرُ بْنُ صَالِحِ بْنِ رُسْتُمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ قَالَ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا مَنْزِلَهَا، فَقَالَتْ: أَنْتَ الَّذِي عَمَدْتَ إِلَى مَكَّةَ فَبَنَيْتَهَا مَدَائِنَ وَقُصُورًا، وَقَدْ أَبَاحَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمُسْلِمِينَ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَحَقَّ بِهَا مِنْ أَحَدٍ، قَالَ: " يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ §مَكَّةَ كَدَاءٌ، وَلَا يَجِدُونَ مَا يُكِنُّهُمْ مِنَ الشَّمْسِ وَالْمَطَرِ، وَأَنَا أُشْهِدُكِ أَنَّهَا صَدَقَةٌ عَلَيْهِمْ " فَقَالَ أَبُو زَيْدٍ الْمَدَنِيُّ: اشْهَدُوا عَلَى شَهَادَةِ ذَكْوَانَ أَنَّهَا صَدَقَةٌ وَدَارُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الْأَعْرَابِيُّ، وَقَدْ نَزَلَ بِهِ وَأَضَافَهُ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
[البحر الخفيف]
-[291]- كُلَّ يَوْمٍ تَخَالُهُ يَوْمَ أَضْحَى ... عِنْدَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَوْ يَوْمَ فِطْرِ
وَلَهُ أَلْفُ صَحْفَةٍ مِنْ رُخَامٍ ... وَاسِعَاتٍ يَمُدُّهَا أَلْفُ قِدْرِ
وَلِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ دَارُهُ وَكَانَتْ قَبْلَهُ لِنَاسٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ ثُمَّ ابْتَاعَهَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَبَنَاهَا لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثُمَّ تُوُفِّيَ الْوَلِيدُ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْهَا ثُمَّ صَارَتْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى الْحَاجِّ وَالْمُعْتَمِرِينَ وَكَتَبَ صَدَقَتَهَا وَوَضَعَ ذَلِكَ الْكِتَابَ فِي خِزَانَةِ الْكَعْبَةِ عِنْدَ الْحَجَبَةَ وَوَلَّاهُمُ الْقِيَامَ بِأَمْرِهَا وَجَعَلَهَا إِلَيْهِمْ، وَيُقَالُ: إِنَّ الْوَلِيدَ كَانَ وَهَبَهَا لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ وَيُقَالُ: بَلْ كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مِمَّا رَأَى الْوَلِيدُ وَأَنَّهُ أَشْهَدَهُ عَلَى ذَلِكَ فَخَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ تَسْلِيمِهَا إِلَى وَرَثَةِ الْوَلِيدِ وَخَافَهُمْ أَلَّا يُنْفِذُوا رَأْيَهُ فِيهَا فَلَمْ تَزَلْ عَلَى حَالِهَا حَتَّى قُبِضَتْ أَمْوَالُ بَنِي أُمَيَّةَ فَقُبِضَتْ مَعَهَا فَأُقْطِعَهَا يَزِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثُمَّ رَدَّهَا الْمَهْدِيُّ عَلَى وَرَثَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَبَضَهَا الْحَجَبَةَ فَكَانَتْ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى مَا كَانَتْ وَعَمِلُوا فِيهَا تابُوتًا لِكَعْبَةِ الْخَلِقِ وَهُمَا تَابُوتَانِ أَحَدُهُمَا جَدِيدٌ عُمِلَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ وَالْآخَرُ خَلِقٌ عُمِلَ قَدِيمًا فِي دَارِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثُمَّ تَكَلَّمَ فِيهَا وَلَدُ يَزِيدَ بْنِ مَنْصُورٍ فَرُدَّتْ عَلَيْهِمْ ثُمَّ صَارَتْ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ قَبَضَهَا لَهُ حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ فَلَمْ تَزَلْ حَتَّى كَانَ زَمَنُ الْمُعْتَصِمِ بِاللهِ فَرَدَّهَا عَلَى وَلَدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَهِيَ بِأَيْدِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ

نام کتاب : أخبار مكة نویسنده : الفاكهي، أبو عبد الله    جلد : 3  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست