نام کتاب : مباحث في علوم القرآن نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 104
بل المراد التيسير والتسهيل والسعة, ولفظ السبعة يطلق على إرادة الكثرة في الآحاد كما يطلق السبعون في العشرات، والسبعمائة في المئين، ولا يراد العدد المعين"[1]، ومن الغريب أن ينسب مثل هذا الرأي إلى القاضي عياض[2] وهو الذي لا يفضل على الرواية الصحيحة شيئًا, ولكن السيوطي رد على هذا لقول ردا قويا مؤيدا بالنصوص[3].
وإذن فلفظ السبعة لا يراد به الكثرة، بل الحصر كما فهمه أكثر العلماء، وهو الذي كان السبب فيما عانوه من محاولة البحث عن هذا العدد المعين "فالأكثر -كما يقول ابن حبان[4]- على أنه محصور في سبعة"[5]. بيد أن كثيرا من تلك المحاولات لم يحالفها التوفيق, كما رأينا في قول من جنح إلى أن الأحرف السبعة هي القراءات. ويكاد يقارب هذا القول في الضعف رأي الذين حصروا هذه الأحرف في بعض اللهجات أو اللغات، مع ما بين المفهومين من تغاير دقيق. فأما اللهجات فليست عند بعض العلماء[6] من الاختلاف الذي يتنوع في اللفظ والمعنى، لأن الإظهار والإدغام، والروم والإشمام، والتخفيف والتسهيل، والنقل، والإبدال، صفات متنوعة في أداء اللفظ الواحد، وتنوعها لا يخرجه عن أن يكون لفظا واحدا، ولكننا -مع ذلك- لا نضعف هذا القول بهذا السبب, فإن تنوع صفات الأداء في اللفظ الواحد يوشك أن [1] الإتقان 1/ 78 وانظر محاسن التأويل للقاسمي 1/ 287 والمستشرقون يحلو لهم الضرب على هذا الوتر كثيرا، فعدد "السبعة" له فعل سحري في نفوس الساميين. انظر:
Buhl, Encyclopedie de l'Islam. II, 1135 b. Noldede, Geschichte des Qorans, p.50. [2] الإتقان 1/ 87 والقاضي عياض هو عالم المغرب وإمام أهل الحديث في وقته، عياض بن موسى بن عياض بن عمرو اليحصبي, صاحب كتاب "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" توفي سنة 544هـ "الأعلام 2/ 749". [3] الإتقان 1/ 78. [4] هو الحافظ محمد بن حبان البسي ويكنى أبا حاتم, من كبار المحدثين، توفي سنة 354 "شذارت الذهب 3/ 16". [5] البرهان 1/ 212. [6] هو ابن الجزري كما في الإتقان 1/ 80.
نام کتاب : مباحث في علوم القرآن نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 104