responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مباحث في التفسير الموضوعي نویسنده : مصطفى مسلم    جلد : 1  صفحه : 134
وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا} [الفرقان: 3] .
وهكذا فإن آلهتهم مجردة من كل حقائق الألوهية، وهي مخلوقة يصنعها عبادها إن كانت أصنامًا أو أوثانًا ويخلقهم الله بمعنى يوجدهم -إن كانوا ملائكة أو جنًا أو بشرًا أو شجرًا أو حجرًا ولا يملكون لأنفسهم فضلًا عن أن يملكوا لعبادهم "ضرًا ولا نفعًا" والذي لا يملك لنفسه النفع قد يسهل عليه الضر، ولكن حتى هذا لا يملكونه- ومن ثم يقدم في التعبير بوصفه أيسر شيء كان يملكه أحد لنفسه، ثم يرتقي إلى الخصائص التي لا يقدر عليها إلا الله {وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا} فلا إماتة حي، ولا إنشاء حياة ولا إعادتها داخل في مقدورهم، فماذا بعد ذلك من خصائص الألوهية، وما شبهة أولئك المشركين في اتخاذهم آلهة؟ ألا إنه الانحراف المطلق.
ومن الآيات الجامعة ذات الدلالة على العناية الربانية بخلقه وتدبير أمرهم.
قوله تعالى:
{وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ، وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ، وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} [الحجر: 19-21] .
يقول سيد قطب: "والآية الكونية هنا تتجاوز الآفاق إلى الأنفس، فهذه الأرض المحدودة للنظر والخطو وهذه الرواسي الملقاة على الأرض، تصاحبها الإشارة إلى النبت الموزون، ومنه إلى المعاش التي جعلها الله للناس في هذه الأرض، وهي الأرزاق المؤهلة للعيش والحياة فيها وهي كثيرة شتى يجملها السياق هنا ويبهمها لتلقي ظل الفخامة.
هذه الأرزاق -ككل شيء- مقدرة في علم الله تابعة لأمره ومشيئته، يصرفها حيث يشاء وكما يريد في الوقت الذي يريده حسب سنته التي ارتضاها، وأجراها في الناس والأرزاق.
فما من مخلوق يقدر على شيء أو يملك شيئًا إنما خزائن كل شيء -مصادره

نام کتاب : مباحث في التفسير الموضوعي نویسنده : مصطفى مسلم    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست