47- {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} أي: على عالمي زمانهم. وهو من العام الذي أريد به الخاصّ.
* * *
48- {وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} أي: لا تقضي عنها ولا تُغْنِي. يقال: جزى عني فلان بلا همز، أي ناب عني. وأجزأني كذا - بالألف في أوله والهمز - أي: كفاني.
{وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} أي فِدْيَة قال: {وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْهَا} [1] أي: إن تفتد بكل شيء لا يؤخذ منها.
وإنما [2] قيل للفداء: عَدْلٌ لأنه مثل للشيء، يقال: هذا عَدْلُ هذا وعَدِيلُه. فأما العِدْل - بكسر العين - فهو ما على الظهر.
* * *
49- {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} قال أبو عبيدة: يولُونكم أشدّ العذاب [3] . يقال: فلان يسومك خسفًا؛ أي: يوليك إذلالا واستخفافًا.
{وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} أي: في إنْجَاء اللهِ إيّاكم من آل فرعون نعمة عظيمة.
والبلاء يتصرف على وجوه قد بيّنتها في كتاب "المشكل" [4] .
50- و {آلَ فِرْعَوْنَ} أهل بيته وأتباعه وأشياعه. وآل محمد أهل بيته وأتباعه وأشياعه. قال الله عز وجل: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [5] . [1] سورة الأنعام 70، وفي تفسير الطبري 2/35 "بمعنى: وإن تفد كل فدية لا يؤخذ منها". [2] قارن هذا بقول الطبري في تفسيره 1/35. [3] قال ذلك في مجاز القرآن 40. [4] راجع تأويل مشكل القرآن 360. [5] سورة غافر 46.