وفي الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله كان يتلقى الوحي من جبريل؛ أي يَتَقَبَّله ويأخذه.
40- {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي} أي: أوْفُوا لي بما قبِلتموه من أمري ونَهيي.
{أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} أي: أوف لكم بما وعدتكم على ذلك من الجزاء.
* * *
44- {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} أي: وتتركون أنفسكم، كما قال: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [1] أي: تركوا الله فتركهم.
45- {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ} أي: بالصوم. في قول مجَاهِد [2] رحمه الله. ويقال لشهر رمضان: شهرُ الصبر [3] ، وللصائم صابر. وإنما سُمِّي الصائم صابرًا لأنه حبس نفسه عن الأكل والشرب. وكُلّ من حبس شيئًا فقد صَبَرَه. ومنه المَصْبُورةُ التي نُهِيَ عنها، وهي: البَهيمة تُجْعَلُ غَرَضًا وتُرْمَى حتى تقتل.
وإنما قيل للصابر على المصيبة صابر لأنه حَبَسَ نفسه عن الجزع.
* * *
46- {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ} أي: يعلمون. والظن بمعنيين: شك ويقين [4] على ما بينا في كتاب "المشكل" [5] . [1] سورة التوبة 67، بمعنى: تركوا طاعة الله فتركهم الله من ثوابه. [2] قوله في البحر 1/184. [3] في اللسان 6/108 "وفي حديث الصوم: صم شهر الصبر، هو شهر رمضان ... ". [4] عن مجاز القرآن 39. [5] راجع تأويل مشكل القرآن 144.