{فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ} أي: افعل بهم فعلا من العقوبة والتَّنْكِيل يَتَفَرّق بهم مَنْ وراءَهم من أعدائك. ويقال: شرّد بهم سَمِّع بهم بلغة قريش.
قال الشاعر:
أُطَوِّفُ فِي الأبَاطِحِ كُلَّ يَوْمٍ ... مَخَافَةَ أَنْ يُشَرِّدَ بِي حَكِيمُ (1)
ويقال: شرّد بهم أي نكِّل بهم. أي اجعلهم عظة لمن وراءهم وعبرة.
58- {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} ألق إليهم نَقْضَك العهدَ لتكون أنت وهم في العلم بالنقض سواء [2] .
59- {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا} أي فاتوا. ثم ابتدأ فقال: {إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ}
60- {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} أي: من سلاح [3] .
61- {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ} أي مالوا للصلح.
68- {لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ} أي قضاء سبق بأنه سيحل لكم المغانم [4] .
(1) البيت غير منسوب في اللسان 4/223 وبعده: "معناه: أن يسمع بي. وأطوف: أطوف. وحكيم: رجل من بني سليم كانت قريش ولته الأخذ على أيدي السفهاء". [2] راجع تأويل مشكل القرآن 16 وتفسير الطبري 10/19. [3] قال الطبري 10/21 "يقول تعالى ذكره: وأعدوا لهؤلاء الذين كفروا بربهم، الذين بينكم وبينهم عهد، إذا خفتم خيانتهم وغدرهم - ما أطقتم أن تعدوه لهم من الآلات التي تكون قوة لكم عليهم. من السلاح والخيل تخيفون بإعدادكم ذلك عدو الله وعدوكم من المشركين". [4] قال الطبري 10/32 "يقول الله لأهل بدر الذين غنموا وأخذوا من الأسرى الفداء -: لولا قضاء من الله سبق لكم أهل بدر في اللوح المحفوظ بأن الله محل لكم الغنيمة، وأن الله قضى فيما قضى: أنه لا يضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون، وأنه لا يعذب أحدا شهد المشهد الذي شهدتموه ببدر مع رسول الله، ناصرين دين الله - لنا لكم من الله بأخذكم الغنيمة والفداء، عذاب عظيم".