الزندقة، وتفشاها الإلحاد؛ حيث يثيرون مثل هذه الأسئلة:
ما سند هذه القراءات؟ وما حجتها؟
ولِمَ ذهب ذلك القارئ هذا المذهب؟
وهل له مُعتمَد من اللغة والنحو؟
من هنا تجرد النحاة والقراء -فيما ألَّفوا من كتب في الاحتجاج- للرد على هؤلاء، وآثروا القياس والنظر وأعملوهما فيما هو ثابت بالنقل والأثر؛ حتى يتصدوا للمعاندين ويواجهوهم بأسلحتهم نفسها التي جردوها في وجوه المسلمين وكتابهم المبين.
إذن، فكان من المعاندين نظر وتشكيك في كتاب الله، وكان من المسلمين دفاع عنه وفَهْم متشابهه وتوجيه حروفه وقراءته[1].
2- تطور الاحتجاج للقراءات بعد تسبيع ابن مجاهد؛ حيث بدأ هو بذكر توجيه القراءات في سورة الفاتحة من كتابه "السبعة"، ووجه كل خلاف بعد عزوه إلى قارئه؛ إلا أنه أمسك عن ذلك بعد انتهائه من الكلام في خلافات سورة الفاتحة مخافة التطويل وثقل الكتاب، يقول في "السبعة":
"قال أبو بكر: استطلت ذكر العلل بعد هذه [1] المدخل والتمهيد للدكتور/ عبد الفتاح شلبي ص105-107 باختصار وتصرف.