الفصل الرابع: توجيه القراءات
المبحث الأول: التعريف بعلم الاحتجاج وتأريخه مدخل
...
الفصل الرابع: توجيه القراءات
المبحث الأول: التعريف بعلم الاحتجاج وتأريخه
الاحتجاج للقراءات:
تعريف "الاحتجاج":
"الاحتجاج" لغة:
مصدر "احتج" من باب "الافتعال"، وأصله من: الحجة، بمعنى: الدليل والبرهان[1].
يقال: احتج عليه؛ أي: أقام الحجة عليه.
واصطلاحًا:
علم يبحث فيه عن ماهية القراءات ببيان عللها وتوجيهها من حيث اللغة والإعراب.
وقد يطلق عليه "علم علل القراءات"، وهو علم يتعلق بدراية القراءات؛ ويعني ذلك: أنه لماذا اختار القارئ قراءة معينة من بين القراءات الكثيرة التي صحت لديه وكان يتقنها؟
فقد يكون هذا الوجه تعليلًا نحويًّا أو لغويًّا، وقد يكون معنويًّا أو نقليًّا، يراعي القارئ فيه أخبارًا وأحاديث استأنس بها في اختياره.
فـ"الاحتجاج" معناه: تعليل الاختيار وبيان وجهه من حيث اللغة والإعراب.
وهذا لا يعني دليل صحة القراءة؛ لأن دليل القراءة صحة إسنادها وتواترها، فهي صحيحة لتواترها أو شهرتها واستفاضتها أو لصحة إسنادها -إن كانت من الآحاد- لا لعلة اختيار قارئ لها[2].
و"الاحتجاج" يشمل: القراءات المتواترة والشاذة، فقد احتج العلماء لقسميها وألَّفوا فيهما مؤلَّفات. [1] راجع: المصباح المنير، مادة: حج. [2] راجع: مقدمة "الحجة" لابن زنجلة بقلم/ سعيد الأفغاني ص34، 35.