4- اختلاف الرواية عن الصحابة:
ذلك أن الصحابة قد اختلف أخذهم للقرآن من فِيِّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- فمنهم من أخذ بحرف، ومنهم من أخذ بحرفين أو أكثر، كما أن قراء المصاحف العثمانية من الصحابة كانوا على علم بالقراءات المختلفة؛ ولذلك اختلف أخذ التابعين عنهم، وأخذ تابعي التابعين عن أساتذتهم من التابعين، وهلم جرًّا ... إلى أن وصل الأمر إلى الأئمة المشهورين الذين تخصصوا وانقطعوا للقراءات.
5- اختلاف اللغات أو اللهجات:
ذهب إليه ابن قتيبة وأبو شامة، ويدل على قولهما ما رواه الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الله تعالى أنزل هذا القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب[1].
وتبناه بعض المعاصرين من تلامذة المستشرقين، والحق أن اختلاف اللغات أو اللهجات ليس هو في جميع القراءات؛ وإنما في بعضها[2].
يقول الدكتور/ عبد الهادي الفضلي:
وهذا النوع من الاختلاف داخل -فيما أرى- [1] عزاه الدكتور/ الفضلي إلى الأدب الجاهلي ص95، انظر: "القراءات القرآنية" ص108. [2] راجع ما ذكرناه في الرد على الشبهة الأولى.