نام کتاب : شذرات الذهب دراسة في البلاغة القرآنية نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 60
وإذا ما قلنا هنا إن المرجعين للضمير في (لاتضروه) بينهما من العلاقة الوثيقة ما لايكون بين بعض معانى المشترك، أو بين الحقيقة والمجاز، فإنَّ هذا يغرى بقبول أن يكون المرجع للضمير في (لاتضروه) هو اسم الجلالة أو المضاف المحذوف:" دين الله" أو رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم المفهوم من قوله:" قيل لكم انفروا "
هذه الجملة:" لاتضروه شيئًا " تحمل معنى جِدّ عظيمٍ من معانى التهديد والوعيد وتقرير أنهم موقعون بأنفسهم من الضُرُّ ما لايطاق، وكان مقتضى ظاهر الحال أن يقال:" وإنكم لتضرون أنفسكم
"ولكنه عدل عن ذلك إلى بيان أنهم لن يضروه شيئًا تصويرًا لهم أنهم يحسبون أنهم يضرون الله عز وجل أو دينه أو رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم شيئًا على سبيل التنزيل نظرًا إلى حالهم وفعالهم وأنه ينفي ذلك وفي هذا العدول مزيد تنفيرهم من حالهم الذي بالغ في تقبيحه
ووجه دلالته على تقرير أنهم موقعون بأنفسهم من الضُرِّ ما لا يُطاقُ أنَّه لمَّا كان تثاقلهم لابد أن يكون منه إضرارٌ لأحدٍ ما، وكانوا ـ عقلا ـ لايذهبون إلى أنهم سيضرون به الله تعالى أو دينه أو رسوله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(15) نظم الدرر:8/318ـ للبقاعي ـ ط: بيروت
نام کتاب : شذرات الذهب دراسة في البلاغة القرآنية نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 60