responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها نویسنده : ابن جني    جلد : 1  صفحه : 334
أي: تصون الحديث وتَخزُنه، فهو كقول الشَّنْفَرَى:
كأن لها في الأرض نِسْيًا تَقُصُّهُ ... على أمها وإن تخاطبك تَبْلِتِ1
أي: تقطع حديثها حياء وخفرًا. واعتدل في هذا الموضع ذو الرمة، قال:
لها بشَر مثل الحرير ومنطق ... رخيم الحواشي لا هُرَاء ولا نَزْرُ2
وما أظرف قوله: رخيم الحواشي؛ أي: لا تنتشر حواشيه فتهرأ فيه[3]، ولا يضيق عما يُحتاج من مثلها إليه للسماع والفكاهة؛ لكنه على اعتدال، وكما يُستحسن ويستعذب من التِّقال[4]، ألا ترى إلى قول الآخر:
ولما قضينا من مِنى كل حاجة ... ومَسَّحَ بالأركان مَن هو ماسحُ
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا ... وسالت بأعناق المطي الأباطح5
ومنه:
وحديث أَلَذُّه هو مما ... تشتهيه النفوس يُوزَن وزْنا
مَنطِقٌ صائب وتلحَن أحيا ... نا وخير الحديث ما كان لَحْنَا6
أي: تارة تورد القول صائبًا مسددًا، وأخرى تُحرف فيه وتلحن؛ أي: تعدل عن الجهة الواضحة معتمدة لذلك تلعُّبا بالقول، وهو من قوله عليه السلام: "فلعل أحدكم يكون ألحن

1 يروى: "تحدثك" مكان "تخاطبك". والنسي: الشيء المنسي الذي لا يذكر، وتقصه: تتبعه، وعلى أمها: عل سمتها وجهة قصدها، وتبلت بكسر اللام: تقطع الكلام من الحياء، وروي بفتحها: أي تنقطع وتسكت. يريد: أنها شديدة الاستحياء، فهي لا ترفع رأسها، كأنما تطلب في الأرض شيئًا يسيرًا. المفضليات: 109، والخصائص: 1/ 28.
2 رخيم الحواشي: لين نواحي الكلام. الديوان: 212، والخصائص: 1/ 29، والأساس: هرأ.
[3] هرأ في منطقة كمنع: أكثر الخطأ فيه.
[4] كذا في نسختي الأصل، ولا معنى لها. والظاهر أنها تحريف "الثقال" كسحاب؛ وهي المرأة الرزان.
5 ينسب البيتان إلى كثير عزة، وإلى المضرب بن كعب، ويُروى بينهما:
وشدت على دهم المهارى رحالنا ... ولم ينظر الغادي الذي هو رائح
والمهارى: جمع المهرية، والإبل المهرية تنسب إلى مهرة بن حيدان، حي من العرب. انظر: الخصائص: 1/ 28، وأسرار البلاغة: 15، واللسان "طرف".
6 لمالك بن أسماء بن خارجة. البيان والتبيين: 1/ 147، وأمالي المرتضى: 1/ 11.
نام کتاب : المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها نویسنده : ابن جني    جلد : 1  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست