نام کتاب : المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها نویسنده : ابن جني جلد : 1 صفحه : 333
ومن ذلك قراءة الأعرج: "فِي غَيَّابَاتِ الْجُبِّ"[1] مشددة. وقرأ الحسن: "في غَيْبَة الجب".
قال أبو الفتح: "أما "غيَّابة " فإنه اسم جاء على فَعَّالة، وكان أبو علي يضيف إلى ما حكاه سيبويه من الأسماء التي جاءت على فَعَّال؛ وهو الجبَّار والكلَّاء، الفيَّاد[2] لذكر البوم. ووجدت أنا غير ذلك، وهو التيَّار للموج، والفخَّار للخزف، والحمَّام، والجيار: السعال، والكَرَّار: كبش الراعي.
وأما "غَيْبَة الجب" فيجوز أن يكون حدثا فَعْلَة من غِبْت، فيكون كقولنا: في ظُلمة الجب، ويجوز أن يكون موضعًا على فَعْلَة كالقَرْمَة[3] والْجَرْفَة[4].
ومن ذلك قراءة العلاء بن سيابة: "يَرْتَعِ"[5] بالياء وكسر العين، و"يَلْعَبُ" رفعًا، وقرأ: "يُرْتِعْ وَيَلْعَبْ" أبو رجاء.
قال أبو الفتح: أما "يَرْتَعِ" فجزم؛ لأنه جواب "أرسله"، و"يلعب" مرفوع لأنه جعله استئنافًا؛ أي: هو ممن يعلب، كقولك: زرني أُحسنُ إليك؛ أي: أنا ممن يحسن إليك، إلا "80و" أن الرفع في "أُحسن" هنا يُضعف الضمان، ألا ترى أن معناه: أنا كذلك، وليس فيه قوة معنى الإحسان إليه مع الجزم؟
وأما "يُرْتِعْ وَيَلْعَبْ" فمجزومان لأنهما جوابان؛ أحدهما: معطوف على صاحبه، وهو على حذف المفعول؛ أي: يُرْتِعْ مطيته، فحذف المفعول.
وعلى ذكر حذف المفعول فما أعرَبه وأعذَبه في الكلام! ألا ترى إلى قوله تعالى: {وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ} 6 أي: تذودان إبلهما، ولو نطق بالمفعول لما كان في عذوبة حذفه ولا في علوه. وأنشدنا أبو علي للحطيئة:
منعَّمةٌ تصون إليك منها ... كَصَونِك من رداءٍ شَرْعَبِيِّ7 [1] سورة يوسف: 10. [2] في ك: الفباد بالباء، تحريف. [3] القرمة بفتح القاف وكسرها: من سمات الإبل، تكون فوق الأنف. [4] في الأصل "الجرمة"، وفي ك: الجزمة، وقد تكون الجرفة بفتح الجيم وكسرها؛ من سمات الإبل أيضًا، تكون دون الأنف. [5] سورة يوسف: 12.
6سورة القصص: 23.
7 تصون إليك: أي عندك، والشرعبي: ضرب من البرود. يريد: أنها تحفظ عندك سرها ولا تبوح بحديثها. الخصائص: 2/ 372، والديوان: 35.
نام کتاب : المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها نویسنده : ابن جني جلد : 1 صفحه : 333