نام کتاب : العزف على أنوار الذكر نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 68
وذكر من قصَّة ذى القرنين ما انتظم به من حال جميع أهل الأرض بما أقامه من الردم الحاجز بينهم وبين يأجوج ومأجوج فحفظ لهم البقاء الأول
{ ... فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً} (الكهف: من الآية98)
هذا القصص مشير إلى أسباب البقاء الأول،ولم يذكر فى غير هذه السورة وهولم يذكر معها قصة (الروح) وجعلها فى سورة (الإسراء) :
{وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إلاَّ قَلِيلاً} (الاسراء:85)
على الرغم من أنَّ سؤال الكافرين كان عن الثلاثة: أصحاب الكهف وذى القرنين والروح [1] فجاء حديثه عن الروح فى (الإسراء) لأنَّه به أليق وأنسب، وذكر قصة الكهف وذى القرنين هنا لما فيهما من دلالة على نعمة الإبقاء الأول بالهداية إلى الحق والصراط المستقيم.
وقد ختم السُّورة بما هو دالٌّ على ذلك -أيضا - فكان متناغيًا متآخيًا مع ما استفتحت به إذ يقول - سبحانه وتعالى -: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً * قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} (الكهف:109 -110)
*** [1] - ينظر: تفسير ابن كثير:أول سورة الكهف، وأسباب النزول للواحدي ص:197- ط: الحلبي 1388
نام کتاب : العزف على أنوار الذكر نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 68