نام کتاب : العزف على أنوار الذكر نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 67
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً (57) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمْ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً (58) وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً (59)
وذكر من قصة العبد الصالح مع سيدنا موسى عليه السلام أحوال من حفظوا من الفناء والهلاك كحال أصحاب السفينة وحال الأبوين الصالحين بقتل غلامهما الطاغى الكافر استبقاء لهم على الإيمان والصلاح وحال الغلامين اليتيمين ابنى الرجل الصالح وبناء الجدار استبقاء لكنزهما.
وهذه الحلقة من قصة سيدنا " موسى" - عليه السلام - لم تذكر فى غير سورة الكهف على الرغم من ذكر قصته - عليه السلام - فى مواطن كثيرة من سور القرآن الكريم. (1)
(1) - إذا ما تأملت الأحداث الثلاثة التي كانت من العبد الصالح، وما كان من شأن سيدنا موسى - عليه السلام - في الاستفهام عمَّا كان من العبد الصالح، وتأملت حال سيدنا موسى - عليه السلام - من قبل لرأيت أنه قد كان لسيدنا موسى - عليه السلام - حال، وهو رضيع كمثل حال خرق السفينة: ألا ترى أنّ أمه رضي الله عنها قد ألقت به في اليم لينجو؟ أتكون بمنطق العقل البشري نجاة في إلقاء وليد في اليم؟ أتلحظ شيئًا من الإشارة إلى معنى {ِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً} .
وكان منه قتل القبطيّ كمثل ما كان من العبد الصالح قتل الغلام الكافر.
وكان من سيدنا موسى - عليه السلام - سقي الغنم للفتاتين دون أجر، وهو الذي كان في افتقار إلى ذلك، وهذا كمثل ما كان من العبد الصالح من بناء الجدار في قرية استطعما أهلها، فأبوا أن يضيفوهما. وهي قد نسقت في السورة كمثل ما نسقت نظائرها وقوعًا في حياة سيدنا "موسى" - عليه السلام -:الأول فالأول.
تأمل هذا التقارب، وما فيه من لطائف الإشارات، ووجه البيان عنه في سورة الحمد على نعمة الإبقاء الأول، ومنزلة الفقه عن الله - عز وجل - وأثره في تحقيق كمال البقاء الأول.
نام کتاب : العزف على أنوار الذكر نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 67