نام کتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 30
حقيقة التصوير القرآني 1:
بين الأدب القرآني والأدب العربي:
لا يشكُّ عاقل لحظة واحدة ألَّا مجال للموازنة ولا المقارنة بين الأدب القرآني، وفنون الأدب العربي ونقده، فشتَّان بين كلام الله -عز وجل- الأزلي، وبين كلام خلقه الذي أبدعهم وخلقهم، فمهما بلغت اللغة العربية قمَّة البلاغة على يد أربابها صقلًا وتهذيبًا وحضارة، فقد عجزوا عن مجاراة القرآن الكريم ومعارضته بعد أن تحدَّاهم، إذن فلا تصحُّ الموازنة ولا المقارنة بحال بين الأدب القرآني وبين أدبهم العربي.
فالقرآن الكريم كلام الله -جل جلاله- مبدع الكون كله، والأدب العربي كلام البشر المخلوقين، فكل منهما يتميز بخصائص ينفرد بها عن الآخر، ويتضح ذلك أكثر حينما نقف على أطوار كلمة "الأدب" منذ نشأتها حتى صارت تشمل جميع الفنون الأدبية المختلفة من شعر ونثر فني، فقد انتقلت من المعنى الحسي والواقعي لها قديمًا، وهو بمعنى "المأدبة" التي يلتقي على مائدتها أهل الجودة والكرم وذو الأخلاق الفاضلة، إلى المعنى الأخلاقي المجرد عن الحس، وهو ما يحسن من الأخلائق والمكارم والفضائل، قال عتبة بن ربيعة لابنته هند عن أبي سفيان: "يؤدب أهله ولا يؤدبونه؛ فقالت له: سآخذه بأدب
1 "التصوير القرآني": بحث علمي أكاديمي رقيت به مع بحوث أخرى إلى درجة "أستاذ" في الأدب والنقد عام 1983، وكان منشورًا قبل ذلك في ذي القعدة 1401هـ/ سبتمبر 1981م في مجلة الوعي الإسلامي عدد "203" ص82 بالكويت، وزدت عليه في بحث نشر عام 1987م في مجلة كلية اللغة العربية بالقاهرة العدد الخامس ص365، وفي بحث آخر نشر عام 1995 في مجلة كلية اللغة العربية بالقاهرة في العدد الثالث عشر ص3- 23.
نام کتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 30