نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 77
تنفرد حركة النثر وصورة الهباء، دون الحركة التي تسبقها: حركة القدوم.
ومثلها: {قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا} . فكلمات {نُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا} تحيل حركة حسية للارتداد في موضع الارتداد المعنوي، وتمنح الصورة حياة محسوسة.
ومن هذا القبيل: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} في موضع: لا تطيعوا الشيطان فإن كلمتي: تتبعوا، وخطوات، تخيلان حركة خاصة، هي حركة الشيطان يخطو والناس وراءه يتبعون خطواته، وهي صورة حين تجسم هكذا تبدو عجيبة من الآدميين، وبينهم وبين الشيطان الذي يسيرون وراءه، ما أخرج أباهم من الجنة!
وكذلك: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ} . باختلاف يسير، وهو أن الشيطان في هذه المرة هو الذي تبع هذا الضال ليغويه: {فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} !
ومن هذا الوادي: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْم} فحركة الاقتفاء تتهيأ للذهن، ويتمثلها الخيال، بالجسم والأقدام، لا بمجرد الذهن والجنان.
4- ولون من ألوان "التخييل" يتمثل في تلك الحركات السريعة المتتابعة التي عرضنا منها مثالًا في الفصل السابق، صورة الذي يشرك بالله {فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} .
وشبيه بها في سرعتها وتعدد مناظرها تلك الحركة المتخيلة في قوله:
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 77