نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 59
يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ، مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} .
فهذا مشهد من مشاهد الحشر، مختصر سريع؛ ولكنه شاخص متحرك، مكتمل السمات والحركات. هذه جموع خارجة من الأجداث في لحظة واحدة، كأنها جراد منتشر "ومشهد الجراد المعهود يساعد على تصور هذا المنظر العجيب" وهذه الجموع تسرع في سيرها نحو الداعي، دون أن تعرف لم يدعوها، فهو يدعوها {إِلَى شَيْءٍ نُكُر} لا تدريه. {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ} وهذا يكمل الصورة؛ ويمنحها السمة الأخيرة. وفي أثناء هذا التجمع والإسراع والخشوع {يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} . فماذا بقي من المشهد لم يشخص بعد هذه الفقرات القصار؟ وإن السامعين ليتخيلون اليوم النكر، فإذا هو حشد من الصور. صورهم هم -وإنهم لمن المبعوثين- يتجلى فيها الهول الحي، الذي يؤثر في نفس كل حي!
2- وهذا مشهد آخر من مشاهد الإسراع والخشوع، أشد في النفس هولًا وأكمد في التصوير لونًا:
{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ، مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} .
أربع صور متتابعة متواكبة، أو أربعة مشاهد لرواية واحدة، يتلو بعضها بعضًا في الاستعراض، فتتم بها صورة شاخصة في الخيال، وهي صورة فريدة للفزع والخجل، والرهبة والاستسلام،
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 59