نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 51
ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا، وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إَِّلا غُرُورًا، وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا} .
فأية حركة نفسية أو حسية من حركات الهزيمة، وأية سمة ظاهرة أو مضمرة من سمات الموقف، لم يبرزها هذا الشريط الدقيق المتحرك، المساوق في حركته لحركة الموقف كله؟
هؤلاء هم الأعداء يأتون المؤمنين من كل مكان، وهذه هي الأبصار زائغة والنفوس ضائقة. وهؤلاء هم المؤمنون يزلزلون زلزالًا شديدًا. وهؤلاء هم المنافقون ينبعثون بالفتنة والتخذيل. يقولون: {مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إَِّلا غُرُورًا} ، ويقولون لأهل المدينة: لا بقاء لكم هنا. ارجعوا إلى بيوتكم فهي في خطر. وهؤلاء هم جماعة من ضعاف القلوب يقولون: إن بيوتنا مكشوفة، ولسيت في حقيقتها مكشوفة: {إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا} .
وهكذا لا تفلت في الموقف حركة ولا سمة، إلا وهي مسجلة ظاهرة، كأنها شاخصة حاضرة.. تلك حادثة وقعت بالفعل.
ولكن صورتها ترسم "الهزيمة" مطلقة من كل ملابسة، وما يزيد عليها أو ينقص منها إلا جزئيات في الواقع! أما الصورة النفسية فخالدة تتكرر في كل زمان، حيثما التقى جمعان، وتعرض أحدهما للخذلان.
2- وقريب من هذه الصورة صورة أخرى للهزيمة أيضًا،
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 51