نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 50
سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} .
وفي هذا المثال يزيد على الضعف، تلك اللجاجة في أيام السلم، وإظهار الشجاعة والاستبسال؛ ثم الخور والجبن، عندما تحين ساعة النضال!
وليست هذه حادثة تقع مرة وتمضي، ولكنه نموذج مكرر في بني الإنسان، لا يتقيد بالزمان والمكان.
وإلى هنا قصرنا الأمثلة على المعاني الذهنية، والحالات النفسية، والنماذج الإنسانية، يخرجها التعبير القرآني صورًا شاخصة أو متحركة، ويعدل بها عن التعبير المجرد إلى الرسم المصور. فلنأخذ الآن في ضرب الأمثلة على التصوير المشخص، لمشاهد الحوادث الواقعة، والأمثال المضروبة، والقصص المروية؛ فالطريقة فيها واحدة، والشبه بينها قريب:
1- ها هو ذا يتحدث عن "الهزيمة"، فيرسم لها مشهدًا كاملا تبرز فيه الحركات الظاهرة والانفعالات المضمرة، وتلتقي فيه الصورة الحسية بالصورة النفسية، وكأنما الحادث معروض من جديد، دون أن يغفل منه قليل أو كثير:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا، إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا، هُنَالِكَ
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 50