نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 47
الصورة، ثم يجعل هذه الحفرة من النار، ويجعلهم على شفا منها، فيطوي الحياة الدنيا كلها -وهي الفاصل بينهم وبين النار- ويجعلهم -وهم بعد أحياء، وهم بعد في الدنيا- واقفين هذه الوقفة، على شفا حفرة من النار، حينما كانوا من الكفار!
5- وشبيهة بهذه الصورة صورة أخرى، لمن يقيم بنيانه على غير التقوى:
{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ} .
فهنا قد أكمل الحركة الأخيرة، التي كانت متوقعة هناك: {فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ} ، وبذلك طوى الحياة الدنيا كلها، دون أن يذكر ولو كلمة "ثم" في موضع "الفاء" "فانهار"؛ لأن هذا المدى الطويل، قصير قصير، حتى لا ضرورة لهذا "التراخي" القصير! "وهذا فن من جمال العرض سيأتي تفصيله في فصل خاص".
ومن بين الحالات النفسية التي يصورها القرآن، ما يرسم "نموذجًا" إنسانيًّا واضحًا للعيان:
مثال ذلك "من يعبد الله على حرف" وقد تحدثنا عنها هناك، فنزيد عليها هذه الأمثال:
1- يريد أن يشخص حالة العناد السخيف، والمكابرة العمياء، التي لا يجدي معها حجة ولا برهان، فيبرز "نموذجًا إنسانيًّا" في هذه الكلمات:
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 47