نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 34
نطالبه بالتعبير في لغة عصرنا الأخير ... يرحمه الله!
وأيا ما كانت تلك الجهود التي بذلت في التفسير، وفي مباحث البلاغة والإعجاز فإنها وقفت عند حدود عقلية النقد العربي القديمة، تلك العقلية الجزئية التي تتناول كل نص على حدة، فتحلله وتبرز الجمال الفني فيه -إلى الحد الذي نستطيع- دون أن تتجاوز هذا إلى إدراك الخصائص العامة في العمل الفني كله.
هذه الظاهرة قد برزت في البحث عن بلاغة القرآن، فلم يحاول أحد أن يجاوز النص الواحد إلى الخصائص الفنية العامة. اللهم إلا ما قيل في تناسق تراكيب القرآن وألفاظه، أو استيفاء نظمه لشروط الفصاحة والبلاغة المعروفة. وهذه ميزات -كما قال عبد القاهر بحق- لا تذكر في مجال الإعجاز؛ لأنها ميسرة لكل شاعر، وكاتب شب عن الطوق.
وبوقوف الباحثين في بلاغة القرآن عند خصائص النصوص المفردة، وعدم تجاوزها إلى الخصائص العامة، وصلوا إلى المرحلة الثانية من مراحل النظر في الآثار الفنية، وهي مرحلة الإدراك لمواضع الجمال المتفرقة، وتعليل كل موضع منها تعليلًا منفردًا. ذلك مع ما قدمنا من أن هذا الإدراك كان بدائيًّا ناقصًا.
أما المرحلة الثالثة -مرحلة إدراك الخصائص العامة- فلم يصلوا إليها أبدًا، لا في الأدب، ولا في القرآن. وبذلك بقي أهم مزايا القرآن الفنية مغفلا خافيًا وأصبح من الضروري لدراسة هذا الكتاب المعجز من منهج للدراسة جديد، ومن بحث عن الأصول العامة للجمال الفني فيه، ومن بيان السمات المطردة التي تميز هذا
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 34