نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 27
الذين يعملون فيم أنزل القرآن"، وعن هشام بن عروة بن الزبير قال: "ما سمعت أبي تأول آية من كتاب الله"[1].
وهذا كله إن دل على شيء، فإنما يدل، إلى جانب التحرج الديني على مس السحر، وروعة البهر، وأمارات المفاجأة بهذا النسق المعجز، إلى حد الدهش والاستسلام.
فلما كان عصر التابعين نما التفسير نموًّا مطردًا، ولكنهم كانوا "يقتصرون في تفسير الآية على توضيح المعنى اللغوي الذي فهموه من الآية بأخصر لفظه، مثل قولهم: "غير متجانف لإثم" أي غير متعرض لمعصية، ومثل قولهم في قوله تعالى: {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلام} كان أهل الجاهلية إذا أراد أحدهم خروجًا أخذ قدحًا قال: هذا يأمر بالخروج، فإن خرج فهو مصيب في سفره خيرًا، ويأخذ قدحًا آخر فيقول: هذا يأمر بالمكوث، فليس يصيب في سفره خيرًا، والمنيح بينهما. فنهى الله عن ذلك. فإن زادوا شيئًا فما روي من سبب نزول الآية. ثم زاد من بعدهم التوسع في أخبار اليهود والنصارى"[2].
ثم أخذ التفسير ينمو ويتضخم ابتداء من أواخر القرن الثاني، ولكن بدلًا من أن يبحث عن الجمال الفني في القرآن أخذ يغرق في مباحث فقهية وجدلية، ونحوية وصرفية، وخلقية وفلسفية، وتاريخية وأسطورية. وبذلك ضاعت الفرصة التي كانت مهيأة للمفسرين لرسم صورة واضحة للجمال الفني في القرآن. [1] فجر الإسلام للدكتور أحمد أمين. [2] المصدر السابق.
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 27