responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 22
بين الزبانية وأهل ناديه؛ وهي معركة تخييلية تشغل الحس والخيال، ولكنها على هذا النحو معروفة المصير! فلتترك لمصيرها المعروف؛ وليمض صاحب الرسالة في رسالته، غير متأثر بطغيان الطاغي وتكذيبه. {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} .
هذا ابتداء قوي منذ اللحظة الأولى للدعوة. وهذه الفواصل التي تبدو في الظاهر متناثرة، هي هكذا -من الداخل- متناسقة.
وهذا نسق من القرآن في السورة الأولى، الشبيهة في ظاهرها بسجع الكهان، أو حكمه السجاع.
فلننظر في السورة الثانية: وهي غالبًا سورة المزمل -وربما كانت قد سبقتها أوائل سورة "القلم"، فلعلها هي التي سمعها الوليد بن المغيرة، فقال قولته المشهورة:
{يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا، إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا، فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا، فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا، السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا، إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا} .
فها هي ذي صورة للهول تتجاوز الإنسان ونفسه إلى الطبيعة كلها، والإنسان من جملتها: {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا} فليتمل الخيال -إن استطاع- صورة ذلك الهول الذي ترتجف له الطبيعة في أكبر مجاليها: الأرض والجبال. وإنا لا نعرضكم لهذا اليوم إلا بعد أن نرسل لكم رسولا يحاول هدايتكم، ويشهد عليكم: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ

نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست