responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 328
ويقول كاشفًا عن معالم التناسب البديع بين البيان بكلمة" المؤتفكات" وطبيعة فعل الكافرين من أمّة سيدنا " لوط "- عليه السلام - الذي كان مدلول كلمة " مؤتفكات" جزاء وفاقًا لفعلتهم النكراء، وطبيعة المنافقين الذين سياق الكلام لهم، فالآيات متتابعة من الآية الثانية والأربعين إلى آخر السورة للحديث عن المنافقين
يقول " البقاعيّ ":
{ولما قرر - سبحانه وتعالى - بهذه الآية تشابههم في التمتع بالعاجل وختمها بهذا الختام المؤذن بالانتقام، أتبع ذلك بتخويفهم من مشابتهم فيما حلّ بالطوائف منهم، ملتفتًا إلى مقام الغيبة؛ لأنَّه أوقع في الهيبة، فقال مقررًا لخسارتهم: (ألم يأتهم) أي هؤلاء الأخابث من أهل النفاق (نبأ الذين من قبلهم) أي خبرهم العظيم الذي هو جديرٌ بالبحث عنه؛ ليعمل بما يقتضيه حين عصَوا رسلَنا، ثُمّ أبدل منه قوله (قَوْمِ نُوحٍ ... وَعَادٍ ... وَثَمُودَ ... وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ ... وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ) ... (والمؤتفكات) أي في إعراضهم عن صيانة أعراضهم في اتباع لذائذ أغراضهم، فأثمر لهم فعلهم بعد الخسف عموم انقراضهم.......
وعبر عنهم بـ" المؤتفكات"؛لأنَّ القصص للمنافقين الذين مبنى أمرهم على الكذب، وصرف الأمور عن ظواهرها وتقليبها عن وجوهها، فالمعنى أنَّ أولئك لمَّا قلبوا فعل النكاح عن وجهه عوقبوا بقلب مدائنهم، فهؤلاء جديرون بمثل هذه العقوبة لقلب القول عن وجهه.
ومادة " إفك" بكل ترتيب تدور على القلب، فإذا كافأت الرجلَ، فكأنك قلبت فعله فرددته إليه وصرفتته عنك، وأكاف الدابة شبه بالإناء الملوب، والكذب صرف الكلام عن وجهه، فهو إفك لذلك، والله أعلم " (1)

(1) - نظم الدرر: 8 / 540 - 543..
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست