responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 288
وكذلك جعل ما في السموت لنا لمَّا كان لايَتَبَيّنُ لكثير من العباد بخلاف ما في الأرض حذفه، وذكرما هو ظاهرٌ أمرُه للعباد كافة.، وطوى ما كان أمره غير ظاهر لهم جميعا تحقيقا لتمام الإبلاغ بالامتنان بذكر النعمة، فجمع لنا بين نعمة إعلامنا بما لا سبيل لنا إلى علمه إلا بالوحي وهي نعمة عليّة جدًا لا يقدرها حقَّ قدرها إلا من يعرف لنعمة المعرفة والعلم قدرها، ويعرف لبلية الجهالة والضلالة خطرها، وأن العرفان حياة والجهالة موت، ونعمة الامتنان بأنَّ ما في الأرض لنا، فعلينا أن نحرص على أن نحسن استثماره لما فيه حسن المآب والمعاد، وأنّ من غفل عن حسن استيعاب استثمار ما في الأرض قد خسر خسران مبينا،ولو أننا عدنا ببصيرتنا إلى قوله - جل جلاله - {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعا} ً وتدبرنا هذا التعريف للطرفين (هو) (الذي) ودلالته على التخصيص المؤذِّن بالتوحيد، وأنه ليس من جاعلٍ ذلك إلا الله - سبحانه وتعالى -، وتذوقنا تقديم (لكم) المفيض في قلوب أهل العرفان فيوض الأنس والمحبة والاستشراف إلى معرفة نوال الحبيب لهم، فانظر كم يكون شوق المحب إلى معرفة ما يهديه محبوبه له حين يشار إليه أن له منه عطية؟!!! فكيف إذا ما كان النوال من رب العالمين؟!!
وتذوق طلاقة العطية في قوله (ما في الأرض) وما تشير إليه العبارة من آيات حفظه وكَنِّهِ عن أيدي من لا يستحقون، وأنّ العطية من كريمها على معطيعا لم يجعلها على ظاهر الأرض تلامسها أيدي من ليسوا لها بأهل، بل جعلها (في الأرض) هذه الظرفية دالة على عظيم الحفظ أولاً لجليل المكنون، وعلى فريضة الجد في الطلب إيمانا بعظيم قدر المكنون من النوال.

نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست