responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 279
ومن ثمَّ فأنَّ التقديم ينظرُ في عدول الكلمة أو المقدم عن محله الذي له إلى محل سابق، وهذا قد يستصحبه عدول عن الاسم الذي كان له أو لايستصحبه.
وإذا ما كان البلاغيون المتأخرون قد كانت عنايتُهم مصروفةً أوَّلاً إلى تقديم أحد ركنى الجملة على الآخر، ثمَّ تقديم المتعلقات على ما تتعلق به أو ما أسند إليه ما تتعلق به أو تقديم المتعلقات بعضها على بعض فإنَّ البقاعيّ تمتدّ نظرته إلى تقديم عناصر عديدة سواء ما كان من ركني الجُملة أو قيودها أو متعلقاتها.
*****
يقول الحق - جل جلاله -: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} (الانبياء:1)
ينظر البقاعيّ في نظم الآية، فيرى تقديما لمتعلّق الفعل وتأخيرُأ للفاعل، فيبيّن لنا أنه " جاء البيان بتأخير " الفاعل " وتقديم متعلَّق الفعل، لأنّ في هذا التأخير" تهويلا، لتذهب النّفس في تعيينه كلَّ مذهب" (1)
وهذا يتناسب مع مقصود السورة وما سيقت له من " الاستدلال على تحقق الساعة وقربها ولو بالموت ووقوع الحساب فيها على الجليل والحقير " (2)
وكأنَّ في الاستهلال بصيغة الافتعال (اقترب) دون الفعل المجرد (قرب) الإشارةَ " إلى مزيدِ القرب؛ لأنّه لا أمَّة بعد هذه الأمة ينتظر أمرها " فهي في نَفَسِ السَّاعة
فتلاقى البيان بصيغة الافتعال وتأخير الفاعل في الدلالة على شدة قرب الساعة وشدة هول ما فيها

(1) - نظم الدرر:12 /379
(2) - نظم الدرر: 12 /378
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست