responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 278
" هو باب كثير الفوائد جمّ المحاسن واسع التصرف بعيد الغاية لايزال يفترّ لك عن بديعة ويفضي بك إلى لطيفة، ولاتزال ترى شعرًا يروقك مسمعه ويلطف لديك موقعه، ثُمَّ تنظر فتجد سبب أن راقك ولطف عندك أن قُدّم فيه شيءٌ وحُوِّل اللفظ عن مكان إلى مكان" (1)
توطئة علِيَّة النظم والصياغة أرى أنها قد صيغت على نهج يكشف به الإمام عن شيءٍ من منزلة التقديم والتاخير في نظم البيان، وفي الوقت نفسه يغرينا بالتلبث عند ذلك المنهاج البياني لنوفيه بعض حقه ولتجتنى بعض ثمره.
وهو قد فعل مثل ذلك مع باب (الحذف) ومع باب (الفصل والوصل) وهي أبواب كاد يستكمل القول فيها في موطنها.
والبقاعي ذوعناية بأسلوب التقديم والتاخيروالترتيب، بل هو يجعل التقديم والتأخبر والترتيب في بناء الجملة ممَّا أسماه النظم التركيبي.
لايكون ثقديم إلا إذا كان هناك عدولٌ بالشيء عن محله الذي هو له في الأصل، فكلُّ ما وضع على أن يكونَ سابقًا فلا يكونُ من التقديم المبني على العدول دَِلالةً على مرغوب في الإبانة عنه، فتقديم أدوات الاستفهام أو النفي لايقال إنَّ من ورائه معنًى يسبق المتكلِّمُ بالتقديم إليه سبقًا اقتضى منه مَصْنَعًا واختيارًا، بل هو تقديمٌ من أصل اللغة، وقائمٌ فريضةً في كلِّ لسان متكلم بالعربية، فلا فَضْلَ للمتكلمِ في هذا التقديم، بل الفضلُ - وهو قائمٌ متقرِّرٌ - لفطرة لسان العربية المبين.
ومثل هذا تقديم الخبر شبه الجملة على المبتدأ النكرة لايكون من ورائه سبقا قد رمى إليه المقدّم له على ما هو الفطرة البيانية في العربية بل ترى في تقديم ذلك المبتدأ حين إذٍ سبقا إلى سعي للدلالة على معنى لا يكون إلا بذلك السبق المبني على العدول عما هو أصل الفطرة البيانية.

(1) - دلائل الإعجاز لعبد القاهر:106 - ت: محمود شاكر - ط: المدنى - مكتبة الخانجي
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست