responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 273
هو في تأويله التخصيص الذي يطلق عليه البلاغيون (القصر) معنيّ بأمور منها طرائقه ودلالتها وعلاقة ذلك بالسياق وبالقصد القريب أو البعيد أحيانا تراه يصرّح بأنّ طريق "النفي والاستثناء هو أصرح أنواع الحصر فيقول في قول الله - سبحانه وتعالى -:
{فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلّظَّى * لايَصْلاهَا إلاَّ الأشقَى * الّذِي كذَّبَ وتَوَلَّى} (والليل:14-16)
" لمَّا كان قد تقدَّمَ غير مرة تخصيص كلّ من المحسنِ والمسيء بداره بطريق الحصر إنكارًا لأنْ يسوّى محسنٌ بمسيء في شيءٍ، وكان الحصر بـ (لا) و (إلا) أصرح أنواعه قال (لايصلاها) أي يقاسي حرّها وشدّتها عن طريق اللزوم والانغماس (إلا الأشقى) أي الذي هو في الذروة من الشقاوة، وهو الكافر" (1)
تبصَّر قوله " أصرح أنواعه، فهذا دالٌّ على أنّه ناظر في طريق ودرجة دلالته على معنى الحصر، وهذا من خصائصِ علم البيان
" علمٌ يعرفُ به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه " كما يقول "الخطيب " في "الإيضاح"
وهو يبين لنا وجه اقتضاء المقام البيان بأصرح طرق التخصيص النفي والاستثناء
المقام قاضٍ بألاَّ يكون لبس البتة في التفريق بين مصير المحسن والمسيء ودار كلّ في أخراه، فكان لزامًا أن يكون الحصر بأداة دلالتها على الحصر دلالة وضعية لايتوقف فيها أحد، ولا تكون لها دلالة على غيره في أيِّ سياقٍ آخرَ، فالنفي الاستثناء المفرَّغ يستفاد منه معنى الحصر بطريق الوضع ـ ولاتجد هذا الطريق دالا على غير الخصيص بحال، بخلاف إنما أو التقديم أو التعريف....
والبقاعي ينظرفي موضع آخرللحصر بالنفي والاستثناء، واصطفائه من بين طرق الحصر الأخرى

(1) – نظم الدرر:22/94
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست