responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي    جلد : 3  صفحه : 965
مدلول الحرية الصحيح لا يعني شيوعية امتلاكها وحوزها إلا لمن أقام شروطها وإلا فلا حرية.
الحرية الأصيلة تحمل معها مبرراتها وحججها القوية التي تخوض بها في عباب البحار لا تخاف دركا ولا تخشى غرقا. أما الحرية الزائفة فهي التي لا تقوم على سند ولا على برهان إلا سند الهوى وانحراف الفكر عن جادة الصواب.
وعلى درجات هذه الحرية يتربع هذا الكتاب "الفن القصصي في القرآن الكريم"؛ لأنه لا يحمل من الأدلة الصحيحة والبراهين القوية ما يؤهله للتحدث باسم الحرية الأصيلة.
لست -والحمد لله- ممن يلقي التهمة جزافا ولكني رأيت شخصا ينظر في كتاب الله القرآن الكريم، ثم بغير حجة ولا برهان يجعله متهما ويحاكمه بغير حجة ولا برهان إلى كتب محرفة وتاريخ محرف ثم يحكم بغير حجة ولا برهان للثاني على الأول.
دعوا -جدلا- ثبوت سلامة القرآن وتحريف التوراة والإنجيل، وسلموا كذلك أنها على درجة واحدة -وحاشا- فكيف تأتَّى له أن يحكم لهذا على ذاك أو لذاك على هذا إن لم يكن صاحب هوى أو انحراف فكر؟!
كان عليه قبل أن يحاكم بينها أن يأتي بالدلالة على صحة وثبوت أحدهما وتحريف الآخر، ثم بعد ذلك يجعل من الصحيح
حكما ومن المحرف متهما. أما إذا ارتد إليه طرفه وهو حسير ولم يستطع إثبات هذا ولا ذاك، فليحذر استعمال الحرية، فإنها ستكون حينئذ حدًّا في ظهره.
أما الكلمة الثانية والتي استعملها بغير حق فكلمة "الفن" في عنوان كتابه. وقد بين هذا من قبلي من نرجو له الشهادة سيد قطب رحمه الله تعالى، حيث قال: "ويزيغ أناس فيزعمون أن هنالك خلقا للحوادث أو تصرفا فيها يقصد به إلى مجرد الفن، بمعنى التزويق الذي لا يتقيد بواقع"، ثم جلا رحمه الله تعالى الصواب، فقال: "والقرآن كتاب دعوة، ودستور نظام، ومنهج حياة، لا كتاب رواية ولا تسلية ولا تاريخ، وفي سياق الدعوة يجيء القصص

نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي    جلد : 3  صفحه : 965
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست