responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي    جلد : 1  صفحه : 145
الذي قررنا من أن الشفاعة للكفار مستحيلة شرعا مطلقا, يستثنى منه شفاعته -صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب في نقله من محل من النار إلى محل آخر منها, كما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- في الصحيح, فهذه الصورة التي ذكرنا من تخصيص الكتاب بالسنة"[1].
دقته في استخراج الأحكام:
إلى جانب التزامه -رحمه الله تعالى- منهج أهل السنة والجماعة في التفسير, فإن الله قد آتاه قسطا وافرا من فهم عميق وعميق الفهم يدرك به مدلول الإشارة, ويغوص به في دقائق الأمور فيجلوها ويوضح ما لا يفطن إليه إلا مثله، ولهذا نضرب مثالا:
أينا يفهم من قوله تعالى: " {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ, صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [سورة الفاتحة: آية 7] ؟ أينا يفهم دلالتها على صحة إمامة أبي بكر الصديق رضي الله عنه؟ ولنقرأ له -رحمه الله تعالى- تقرير ذلك حيث قال: "يؤخذ من هذه الآية صحة إمامة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- لأنه داخل فيمن أمرنا الله في السبع المثاني والقرآن العظيم -أعني الفاتحة- بأن نسأله أن يهدينا صراطهم. فدل ذلك على أن صراطهم هو الصراط المستقيم وذلك في قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} ، وقد بين الذين أنعم عليهم فعد منهم الصديقين[2]. وقد بين صلى الله عليه وسلم أن أبا بكر -رضي الله عنه- من الصديقين, فاتضح أنه داخل في الذين أنعم الله عليهم, الذين أمرنا الله أن نسأله الهداية إلى صراطهم فلم يبق لبس في أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- على الصراط المستقيم وأن إمامته حق"[3].

[1] أضواء البيان: محمد الأمين الشنقيطي ج1 ص64-65.
[2] وذلك في قوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] .
[3] أضواء البيان: محمد الأمين الشنقيطي ج1 ص36.
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست